توجّه الإسرائيليون، صباح اليوم، إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في رابع انتخابات للكنيست، خلال عامين. وفتحت صناديق الاقتراع أبوابها عند الساعة السابعة صباحاً، على أن تُغلق عند العاشرة مساء. ويدلي نحو 6.5 ملايين إسرائيلي بأصواتهم في قرابة 11 ألف مركز، لانتخاب ممثليهم من بين مرشحي 30 قائمة حزبية.
وقالت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية إن نسبة التصويت في انتخابات الكنيست حتى الساعة الرابعة، بلغت 42.3% بانخفاض 4.7% عن الانتخابات السابقة.

وبما يتعلق بالعملية الانتخابية، قال موقع «حزيت ميديا» العبري إنه بالنسبة لليسار الإسرائيلي «تم تحديد شيئين حتى ساعات الظهر، يقرّب تصويته (اليسار) لأزرق أبيض، بني غانس من تأمين 6 مقاعد (كما يدّعون في احدى مقرات القيادة). كما أن نسبة الإقبال على التصويت منخفضة بشكل خاص بين علمانيين في تل أبيب ما يعني أن احتمال سقوط حزب ميرتس وارد».

وبرغم ذلك، قال مراسل «القناة 12» العبرية، عميت سيجال، إن الأمور لا تزال ضبابية.

من جهتها، وبعد تكرار نتنياهو دعوته المسلمين التصويت لحزب «الليكود» مقابل تسيير رحلات من تل أبيب إلى مكة مباشرة، قال مراسل إذاعة الجيش ‏جاكي حوجي، ان «تصريحات نتنياهو المتكررة بهذا الملف تدُل على الضوء الاخضر الذي تلقاه من السلطات السعودية على تاسيس خط مباشر من تل أبيب إلى مكة لخدمة الحجاج المسلمين الاسرائيليين». وأضاف أن «هذا تطور يمكنه الاشارة إلى موافقة سعوديّة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل».

وحشدت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية 20 ألفاً من أفراد الشرطة والأمن لتأمين العملية الانتخابية. وبلغت نسبة التصويت العامّة، بحسب لجنة الانتخابات المركزية، 34.6%، حتى الساعة الثانية بعد الظهر، بانخفاض 3.5% عن الانتخابات السابقة، وهي الأدنى منذ عام 2009.

الناخبون العرب
وتشهد صناديق الاقتراع في البلدات العربية إقبالاً خجولاً، حيث بلغت نسبة التصويت العامّة في المجتمع العربي 7% فقط حتى الساعة الـ11. ومقارنة بالانتخابات السابقة، تُعتبر النسبة في البلدات العربية منخفضة جداً، حيث بلغت نسبة التصويت فيها حينها نحو 20% (في الساعة نفسها: 11)، وفي حال استمرت نسبة التصويت في المجتمع العربي على هذه الشاكلة فإنّ الأمر سيشكّل خطراً على الأحزاب العربية، وسيكون أمام رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو، فرصة شبه مؤكدة لتشكيل حكومة.

نتنياهو
وتُعتبر انتخابات اليوم مهمّة لنتنياهو الذي تصدّر نتائج استطلاعات الرأي، لكن من دون حصول معسكره اليميني على أغلبية تُبقيه في السلطة.
وتوقّعت الاستطلاعات المنشورة، الأسبوع الماضي، ألا يحصل أي معسكر، المؤيد أو المناهض لنتنياهو، على أغلبية 61 مقعداً في الكنيست لتشكيل حكومة جديدة، ما يزيد احتمال التوجه إلى انتخابات خامسة. وفي محاولة منه لكسب أصوات العرب، للفوز بمقعد أو اثنين، دعا نتنياهو الجمهور المسلم للتصويت لـ«الليكود»، قائلاً: «لديّ رسالة عظيمة للمواطنين المسلمين في إسرائيل؛ رحلات جوية مباشرة من إسرائيل إلى مكّة، حلم سيصبح حقيقة!».

حملة نتنياهو الانتخابية لم تستهدف المسلمين فقط، إذ عمل على حشد الدعم في المستوطنات والقدس لتحالف الصهيونية الدينية والفاشية، برئاسة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بهدف سحب الأصوات من رئيس حزب «يمينا»، نفتالي بينت، لمصلحة التحالف الصهيوني الذي يضمن نتنياهو ولاءهم له.

وذكرت الإذاعة العامّة الإسرائيلية «كان»، أن «الليكود» قسّم منطقة جنوب فلسطين المحتلة، التي تُعتبر مؤيدة لـ«الليكود»، بينه وبين تحالف الصهيونية الدينية والفاشية من أجل تمكين التحالف من الحصول على قسم كبير من الأصوات.

ولفتت القناة الـ 12 التلفزيونية، اليوم، إلى أن الكتلة التي شكّلها نتنياهو بين «الليكود» والحريديين مريحة له، خاصة لأنه ليست لدى الحريديين طموحات بالوصول إلى رئاسة الحكومة، إلى جانب سعيهم إلى المشاركة في الحكومات من أجل الحصول على موازنات لمؤسساتهم وتطويرها.

وفي حال عدم حصول نتنياهو على تأييد 61 عضو كنيست بعد الانتخابات، فإنه يُستبعد أن يتخلى الحريديون عن تحالفهم مع «الليكود»، من خلال الانضمام إلى حكومة يشكلها المعسكر المناوئ لنتنياهو، حتى لو تسبّب ذلك بالتوجه إلى انتخابات خامسة، وسيكون ذلك في مصلحتهم أيضاً، لأنهم سيبقون شركاء في حكومة انتقالية ويحافظون على قوتهم من خلال سيطرتهم على وزارة الداخلية، التي يتولاها رئيس «شاس» أرييه درعي، وعلى لجنة المالية في الكنيست، التي يرأسها رئيس كتلة «يهدوت هتوراة» موشيه غفني.

تصريحات السياسيين بعد إدلائهم بأصواتهم
قال رئيس الكنيست الإسرائيلي، ياريف ليفين (ليكود)، بعد إدلائه بصوته: «آن الأوان لإنهاء الجولات الانتخابية غير المنتهية، وتشكيل حكومة يمين مستقرة».

وقال الرئيس الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، بعد الإدلاء بصوته في صندوق اقتراع في القدس، إن جولة انتخابات رابعة للكنيست تمسّ بثقة الجمهور بالديمقراطية. واعتبر أنه «حتى من خلال الصعوبة الكبرى التي نتواجد فيها، إلا أن انتخابات الكنيست هي قدس أقداس ديمقراطيتنا الإسرائيلية. وصحيح أن جولة انتخابات رابعة في غضون سنتين تمسّ بثقة الجمهور في العملية الديمقراطية لكنّ التأثير هو بأيدي الجمهور فقط. ولا توجد طريقة أخرى».

وقالت رئيسة حزب «العمل»، عضو الكنيست ميراف ميخائيلي، إنه توجد فرصة لاستبدال رئيس الحكومة، وإنه لا يوجد سبب لعدم تصديق ذلك. وأضافت، لصحيفة «سورقيم» الإسرائيلية: «جميعنا يرغب في تغيير الحكومة لكننا متخوفون. الآن الفرصة سانحة لذلك».

من جهته، طالب نتنياهو، لدى خروجه من صندوق الاقتراع في القدس، الجمهور بالتوجّه للتصويت، وقال: «آمل أن تكون هذه الانتخابات هي الأخيرة».

خروقات وأحداث
وأفاد موقع صحيفة «هآرتس» بوقوع أحداث عدة في صناديق الاقتراع. فقد تمّ إخلاء صندوق اقتراع في مدرسة في تل أبيب بعد اكتشاف وجود جسم مشبوه خارج المبنى، وتم إيقاف التصويت في هذا الصندوق. وفي بيت شيمش، ألقى إسرائيليون البيض باتجاه أفراد شرطة تواجدوا بالقرب من صناديق اقتراع. فيما اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ناخباً في صندوق اقتراع بسبب رفضه وضع كمامة، وتبيّن أنه ملزم بحجر صحي.

وأفادت صحيفة «معاريف» بأن كلاً من رئيس حزب «تيكفا حداشا» جدعون ساعر، و«إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان، تقدّما بشكوى إلى لجنة الانتخابات المركزية يدّعيان فيها حُدوث مشاكل وأحداث غير عادية في مراكز الاقتراع في مناطق عديدة، منها حيفا ويبنا والرملة وسديروت.

وقدّم حزب «ميرتس» شكوى إلى لجنة الانتخابات المركزية، قال فيها: «نلاحظ وجود عملية منظّمة لإخراج بطاقات اقتراع من الصناديق»، وذلك بعد تلقي المقر الانتخابي لهذا الحزب توجّهاً من مؤيديه حول نقص في بطاقات الاقتراع للحزب.

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا