القاهرة | زيارة سريعة أجراها اللواء الليبي خليفة حفتر إلى القاهرة والتقى خلالها عدداً من كبار المسؤولين المصريين في مقدمتهم رئيس الأركان محمود حجازي، المكلف من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الوساطة بين الأطراف الليبية، بالإضافة إلى عقده لقاءات أخرى مع قادة عسكريين استمرت على مدار يومين، ولم تعلن إلا بعد رحيل حفتر عن القاهرة وإنهاء لقاءاته، علماً بأنه وصل وغادر على متن طائرة خاصة.
ويستبق حفتر بهذه الزيارة الاجتماع العاشر لوزراء خارجية «مجموعة دول جوار ليبيا»، الذي تستضيفه القاهرة اليوم بمشاركة وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر والأمين العام للجامعة العربية ومبعوثه للشأن الليبي، بالإضافة إلى ممثل «الاتحاد الإفريقي». كما سلّم لحجازي قائمة مطالب «من أجل توحيد وتنسيق الجهود مع حكومة فائز السراج»، وهي شروط أكد أنه لا يمكن التنازل عنها قبل إتمام المباحثات الداخلية.
أيضاً، التقى حجازي وزير الخارجية في بلاده سامح شكري، ضمن اجتماع مغلق لمناقشة المطالب التي قدمها حفتر، والتي سيعرضها الأخير على الاجتماع الوزراي، مع الإشارة إلى أن القيادة المصرية تولي اهتماماً كبيراً بهذه القضية في هذا الوقت، كما تنسق بصورة كبيرة مع دول الجوار الليبي خصوصاً تونس والجزائر.
ووفق مصدر في الخارجية المصرية، رأى شكري أن بعض مطالب حفتر «مبالغ فيها»، لكن من دون أن يكشف عن تفاصيل قائمة المطالب التي ستكون على جدول المباحثات في القاهرة اليوم، فيما سيحاول الوزير وضع نقاط رئيسية من المقدمة إليه على أجندة المباحثات.
ويثير الملف الليبي أخيراً حساسية داخل الخارجية المصرية بسبب تلقي شكري تفاصيل الملف كافة من رئيس الأركان الذي يرتبط بصلة نسب مع السيسي، وبذلك صارت الوزارة أشبه بـ«منفّذة» لما يطلبه حجازي، وليست مسؤولة عن الملف كلّه كما كانت من قبل، رغم أنه تجرى اتصالات يومية بين رئيس الأركان وبين وزير الخارجية لمناقشة تطورات الموقف.
ويحظى حفتر بدعم من السيسي، والأخير كان قد وجه أكثر من مرة بضرورة التعاون مع الأول، في ظل تنسيق عسكري واسع النطاق معه، خصوصاً في ما يتعلق بمواجهة عناصر تنظيم «داعش» واستعادة العمال المصريين الذين يتعرضون للاختطاف خلال وجودهم في الأراضي الليبية.