وإن كان «ذنب» شمال سيناء أنه يعيش واقعاً أمنياً صعباً، فإن القاهرة وباقي المحافظات ليست أيضاً بأتمّ العافية. أما من يبحث عن المليارات الثلاثة التي خصصت مع تعيين الفريق أسامة عسكر قائداً للعمليات العسكرية في المنطقة، باعتبار أنه خصص جزءاً منها للتنمية، فسينتظر كثيراً حتى يتحقق شيء.
لم يدع محافظتلك المفاجأة فجرها محافظ شمال سيناء، اللواء عبد الفتاح حرحور، الذي أكد لـ«الأخبار» أنه لا توجد مشروعات مخصصة لشمال سيناء في المؤتمر، مضيفاً أنه لم يدع إلى حضور الفعاليات... «تأكدت من غياب شمال سيناء عن الاستثمارات، بنفسي، من وزير الاستثمار أشرف سالمان». وعن مصير المشروعات التي سبق أن أعلنت المحافظة تجهيزها لعرضها في المؤتمر، قال حرحور: «لا أعلم عنها شيئاً»، علماً بأن المحافظ نفسه كان قد عقد سلسلة من الاجتماعات مع خبراء على مدار الشهور الماضية لوضع مشروعات تمثل المدينة الساحلية في المؤتمر الاقتصادي، في شرم الشيخ.
الشمال إلى حضور المؤتمر لعرض مشاريعه
رداً على تجاهل الحكومة، محافظة الشمال ومشروعاتها التي سبق أن قدمتها، قال السكرتير العام في شمال سيناء، اللواء سامح عيسى، إنه بالفعل أُعدَّت مشروعات لعرضها وسلمت للحكومة، «لكننا لا نفهم سبب استثنائها من العرض!».
وأضاف عيسى لـ«الأخبار»: «بذلنا مجهودات في تجهيز 13 مشروعاً تخدم ثلاثة مجالات، هي تحقيق تنمية اقتصادية وسياحية شاملة، وتوجيه النمو العمراني صوب الغرب، وتحسين البنية التحتية وجودة البيئة»، ومن تلك المشاريع: «استعادة شواطئ شمال سيناء، واستغلال أرض منطقة السر والقوارير زراعياً، وأيضاً إعادة استغلال مناجم الفحم والفوسفات، ثم إنشاء مدينة سكنية جديدة غرب سيناء تكون عاصمة جديدة للشمال، وأخرى...».
وذهب كل من رئيس الغرفة التجارية في شمال سيناء عبد الله بدوي، ورئيس هيئة ميناء العريش، اللواء البحري عبد القادر درويش، إلى الاستفهام عن سبب استثناء الشمال من التطوير، وأشارا إلى أن المشروعات التي طرحت على الحكومة كانت «مميزة وذات مرابح جيدة، كذلك ستخدم أبناء المنطقة وتوفر لهم فرص عمل».
وشعبياً، يرى الأهالي أن استثناء محافظ شمال سيناء من الدعوة وتعمد تغييب محافظتهم عن المؤتمر يعني حتماً أنهم مقبلون على مراحل جديدة من التهميش مقابل الحفاظ على مصالح إسرائيل بدلاً من المصالح القومية، وهو ما جرهم إلى أخذ ما قاله وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، «خطأ» عن العمل جميعاً من أجل خدمة مصالح إسرائيل، إلى حقيقة واقعة، كما يرون!