صنعاء | في الذكرى السنوية الـ34 لتحقيق الوحدة اليمنية في 22 أيار/ مايو 1990، انتشرت قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» التابع للإمارات في شوارع مدينة عدن، ونفّذت حملة لإزالة كل ما يرمز إلى تلك الوحدة، وذلك مانعةً مظاهر الاحتفال بهذه الذكرى التي يُحتفل بها في المحافظات اليمنية كافة، ولا سيما في صنعاء التي رُفعت أعلام دولة الوحدة في شوارعها. ورفض «الانتقالي» قرار حكومة أحمد عوض بن مبارك اعتبار الـ22 من أيار إجازة سنوية، وأعلن إلغاء الإجازة. كما أهاب، عبر وسائل إعلامه، بكل موظفي الدولة عدم التغيّب، معتبراً أن يوم أمس، الذي صادف الذكرى، هو دوام رسمي، متوعّداً موظفي الوزارات التي يسيطر عليها باتخاذ عقوبات ضد كل من يتغيّب عن العمل منهم. كذلك، اعتبر رفع علم الجمهورية اليمنية في عدن استفزازاً، ووجّه برفع أعلام الإمارات في كل المعسكرات التابعة له.وجاءت هذه الخطوات بعد تلويح رئيس «الانتقالي»، عيدروس الزبيدي، بفرض الانفصال بالقوة وإعلان دولة الجنوب. وفي رسالة مبطّنة موجّهة إلى رئيس «المجلس الرئاسي»، رشاد العليمي، تداولت وسائل إعلام موالية لـ«الانتقالي» صوراً للزبيدي، أول من أمس، وهو يستعرض قوات ضخمة تابعة له خلال تفقّده عدداً من الألوية العسكرية في محافظة لحج، فضلاً عن حضوره عرضاً عسكرياً كبيراً تمّ تنفيذه من قبل اللواء الخامس في منطقة بردفان، بمناسبة الذكرى الثلاثين لمحاولة الانفصال على يد نائب الرئيس السابق، علي سالم البيض، في 21 أيار 1994، أي عشية الذكرى الرابعة للوحدة. وجاء احتفال الزبيدي بذكرى الانفصال خارج مدينة عدن الخاضعة لسيطرة فصائله، بضغوط سعودية، بعد أن طلبت حكومة عدن من الرياض التدخّل لدى «الانتقالي» للسماح لها بالاحتفال بذكرى الوحدة اليمنية، بحسب ما أفادت به مصادر يمنية «الأخبار».
من جهتها، أعدّت حكومة الإنقاذ في صنعاء، بشكل مبكر، للاحتفال بذكرى الوحدة، حيث رُفعت الأعلام في الشوارع، لكنّ الاحتفال أُرجئ حتى الإثنين المقبل، وفق ما أعلن رئيس «المجلس السياسي الأعلى»، مهدي المشّاط، تضامناً مع الشعب الإيراني، إثر وفاة رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي والوفد المرافق له في حادث تحطّم الطائرة الرئاسية أثناء عودتها من الحدود مع أذربيجان.
احتفل الزبيدي بذكرى محاولة الانفصال خارج عدن بضغط سعودي


واعتبر رئيس المركز الإعلامي للمحافظات الجنوبية في صنعاء، سمير حميد، في تصريح إلى «الأخبار»، أن ما يجري في المحافظات الجنوبية من تحركات، يصبّ في خدمة مشروع الانفصال، وأشار إلى أن «الوحدة تتعرّض لعملية تفريغ ممنهجة من قبل التحالف السعودي - الإماراتي»، مذكّراً بأن «الدولتين وقفتا وراء مشروع الانفصال خلال حرب صيف 1994». وعلى رغم فشلهما في إجهاض مشروع الوحدة اليمنية حينذاك، إلا أنهما «استغلّتا الانقسام السياسي والعسكري والاقتصادي بين صنعاء وعدن، لتنفيذ أجندات تدميرية تستهدف الوحدة واستقلال اليمن وسيادته وسلامة أراضيه»، بحسب تعبيره. ودعا حميد إلى «وقف التحريض على الوحدة كونها منجزاً استراتيجياً صُنع في لحظات فارقة من تاريخ اليمن الحديث».
بدوره، قال محافظ عدن الموالي لصنعاء، طارق سلام، لـ«الأخبار»، إن «ما يجري على الأرض في الجنوب يؤسس للانفصال، خلافاً لالتزام المجتمع الدولي بالحفاظ على الوحدة الوطنية»، مشيراً إلى أن «دول التحالف السعودي - الإماراتي تمضي في تعزيز نفوذ القوى العسكرية التي تنادي بالانفصال، وتدفع بتلك القوى نحو التمركز في الخطوط الحدودية التي كانت قائمة قبل 22 أيار 1990، في محافظات الضالع ولحج والمناطق التي تفصل بين محافظتي تعز، مقابل تهميش القوى الوطنية المؤيدة للوحدة الوطنية».