شهد اليومان الماضيان تصعيداً كبيراً على مستوى عمليات القوات اليمنية ضد الجيش السعودي في جبهات المناطق الحدودية داخل السعودية. إلى جانب عمليات القنص التي حصدت عشرات الجنود داخل مواقعهم العسكرية والكمائن التي نصبها الجيش و»اللجان الشعبية»، سيطرت القوات اليمنية على مناطق جديدة خلف الحدود.
وفي إحدى أبرز العمليات، قتل ما لا يقل عن 17 من الجنود السعوديين في مناطق متفرقة على جبهة حرض – الطوال في جيزان، وهي الجزء الذي لا يزال يشهد جزءاً كبيراً من معارك الشهر الحالي إثر محاولة الجيش السعودي التقدم باتجاه المنفذ. وإلى الغرب من منفذ الطوال، استهدفت القوة المدفعية اليمنية تجمعاً للمسلحين والجيش السعودي، ما أدى الى مقتل عدد منهم. أعقب ذلك تنفيذ عمليات قنص أفراد من الجيش السعودي وتدمير آلية عسكرية مدرعة بالقرب من منفذ الطوال.
نجح الجيش و»اللجان الشعبية» بالتصدي لمحاولات تقدم الجيش السعودي تجاه الربوعة في عسير

في هذا الوقت، أعلن الجيش و»اللجان» السيطرة على مواقع عسكرية جديدة في الخوبة في جيزان، فيما نقلت وسائل إعلام أنباء عن مقتل عدد من الجنود السعوديين جراء تفجير عبوات ناسفة بناقلة جند محملة وآليتين عسكريتين في جيزان.
ويصل بُعد بعض المواقع العسكرية التي تسلل إليها المقاتلون اليمنيون عن أماكن سيطرتهم إلى خمسة كيلومترات، ما يمنح هذه العمليات بُعداً يتجاوز مسألة قنص أعداد من الجنود السعوديين، إلى القدرة التي تمتلكها القوات اليمنية في الوصول حيث تقرر نقل المعركة أو إيصال نيران المعارك إليها، ما يُشير إلى قدرة اليمنيين على حسم المعارك سريعاً اذا جاء القرار لتوسيع دائرة السيطرة في تلك الجبهات.
ويؤكد مصدر ميداني لـ»الأخبار» أن سعي النظام السعودي للحصول على أسلحة جديدة من بينها دبابات مدرعة فرنسية جاء نتيجة الخسارة الكبيرة غير المتوقعة التي مُنيَت بها دبابات «أبرامز» وآليات «برادلي» الأميركية خلال معارك الأشهر الماضية والتي وصل عدد ما أحرقه المقاتلون اليمنيون منها الى المئات، وفقاً للمصدر، وهو رقم كبير نسبياً قياساً بأسعارها الباهظة. وأضاف المصدر أنه لم يكن في حسابات الجيش السعودي أن تأخذ المعارك هذا المنحى الاستنزافي الضخم، متحدياً النظام السعودي أن يُكاشف شعبه بالخسائر التي تتلقاها قواته على الأرض أو أن يعلن عن أعداد قتلاه الحقيقيين.
وكانت القوة الصاروخية والمدفعية للجيش اليمني و»اللجان الشعبية» قد أعلنت السبت الماضي مقتل عدد من جنود الجيش السعودي في قصف مدفعي على منفذ الطوال بالإضافة إلى قصف صاروخي وُصِفَ بالعنيف على مواقع خباش ونهوقة وصلة ومعسكر بريالين وجميعها في نجران. وأكدت المصادر أن القصف جاء بعد رصد تجمعات للآليات العسكرية السعودية والجنود.
وفي وقت لاحق، قصفت القوة الصاروخية معسكر رجلا في نجران، ورصد «الإعلام الحربي» نشوب حريق في المعسكر يُرجح أن يكون لمخزن أسلحة.
ونجح الجيش اليمني و»اللجان الشعبية» بالتصدي لمحاولات تقدم للجيش السعودي تجاه مدينة الربوعة في عسير. ووصف مصدر عسكري الهجوم بأنه أضخم من سابقه، مشيراً إلى خسائر كبيرة ألحقت بالقوات السعودية. وأوضح أن الهجوم قد صُدّ بالرغم من تقدمه من أكثر من محور مع مساندة الطيران الذي تجاوز عدد ما شنه من الغارات على المدينة أثناء الهجوم أكثر من 25 غارة.
وترافق صدّ الهجوم مع قصف مدفعي استهدف مواقع عسكرية سعودية مثلت نقاط إسناد لقوات الهجوم، وعاودت القوات المدفعية اليمنية قصف مواقع عسكرية الشبكة وغرب منطقة غاوية في محيط مدينة الخوبة.