أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، رفض الأمم المتحدة «أي عمل عسكري داخل ميناء الحديدة وحوله»، الذي يسيطر عليه الجيش اليمني وحركة «أنصار الله». وأعرب ولد الشيخ، أثناء كلمة في «معهد الشرق الأوسط في واشنطن» أول من أمس، عن شعوره «بقلق عميق بشأن احتمال تنفيذ عملية عسكرية في الميناء قريباً»، وذلك عقب تأكيدات للمتحدث باسم قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية، اللواء أحمد عسيري، أن «الحديدة وميناءها هما الهدفان المقبلان للتحالف».
وقال ولد الشيخ: «نحن، منظمة الأمم المتحدة، نرى أنه لا ينبغي تنفيذ عمليات عسكرية في الحديدة»، مستدركاً: «يحق للسعودية والإمارات الشعور بالقلق من استمرار واردات الأسلحة عبر الحديدة وفرض الحوثيين ضرائب غير قانونية على الواردات التجارية»، لكنه حذر من أن أي عمل عسكري في المنطقة ينبغي أن «يأخذ في الاعتبار ضرورة تجنب المزيد من تدهور الوضع الإنساني».
يأتي ذلك بعد دعوة زعيم «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، يوم الجمعة الماضي، اليمنيين، بمن فيهم القبائل وسكان المناطق القريبة من الساحل، إلى «رفد الجبهات من أجل الدفاع عن الحديدة التي يخطط الأعداء لاحتلالها»، مؤكداً «حصول محمد بن سلمان على ضوء أخضر من القيادة الأميركية لغزو الحديدة، الذي سيكون بقيادة أميركية» أيضاً.
ورأى الحوثي، في كلمة متلفزة بمناسبة «جمعة رجب»، أن «الهدف الحقيقي من تدخل تحالف العدوان في اليمن هو السيطرة على ثرواته، والسعي إلى إنشاء نظام وحكومة ضعيفة تخضع للأجنبي»، مؤكداً، في الوقت نفسه، أن «أهم المناطق في بلدنا لن تتحول للأجنبي الأميركي والسعودي والإماراتي».

59 جندياً سعودياً قضوا بالقنص خلال الشهر الماضي فقط

في الوقت نفسه، نبّه الحوثي إلى أن «المعركة في اليمن ليست مع إيران، بل هي معركة مع الشعب اليمني، فمن يقتل هو اليمني وليس الإيراني»، لكنه عبّر عن «شكر الشعب اليمني للموقف الإيراني»، واصفاً ذلك الموقف بـ«المشرف... ولا خطورة منه»» كما أمل من طهران أن يكون لها «دور أفضل في المستقبل».
في سياق ثانٍ، قال رئيس «المجلس السياسي الأعلى» في صنعاء، صالح الصماد، أمس، إن «ظاهرة بيع اليمنيين لم يعرفها اليمنيون إلا مع قدوم حزب الإصلاح (إخوان مسلمون) الذي باع أسرى يمنيين للسعوديين والإماراتيين للإفراج عن أسراهم على حساب أسراه لدى الجيش واللجان الشعبية»، في إشارة إلى تقديم «الإصلاح» أسرى يمنيين إلى تحالف العدوان ليعمل الأخير على مبادلتهم بأسراه.
وأضاف الصماد خلال احتفال في العاصمة، إننا «نستنكر على المتورطين في العدوان غض الطرف وتورطهم في بيع أسرى ومختطفين يمنيين إلى دول العدوان التي تبادل بهم أسرى سعوديين وإماراتيين»، كما أشار إلى أن الجيش و«اللجان» عقدا صفقة تبادل لأسرى يمنيين أسروا في مأرب وعدن وأبين مع جنود سعوديين «بعدما تم بيعهم للمملكة».
يذكر أن الحوثي قال في كلمته إن «قيادة الثورة» حريصة على «إجراء عملية تبادل كاملة»، لافتاً إلى «وجود تواصل بين المعنيين والأمم المتحدة والمرتزقة». لكنه ذكر أن «النظام السعودي غير مهتم بجنوده وضباطه الأسرى»، كاشفاً عن «دور إماراتي متحكم في ملف أسرى الجنوب».
وكانت حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور عادي، قد طالبت الأمم المتحدة، أول من أمس، بالضغط على «أنصار الله» من أجل «الإفراج الفوري عن المعتقلين».
ميدانياً، أعلنت «القوة الصاروخية» التابعة للجيش و«اللجان الشعبية» أنها قصفت شركة بن لادن السعودية في محافظة نجران، جنوب المملكة، فيما قصفت المدفعية تجمعات للجنود السعوديين في عسير.
كذلك، نقلت قناة «المسيرة» التابعة لـ«أنصار الله»، أن «حصاد عمليات القنص التي نفذتها وحدات القناصة التابعة للجيش واللجان في الجبهات الحدودية» كان 59 جندياً سعودياً خلال آذار الماضي، لتحقق بذلك «رقماً قياسياً» في عدد عمليات القنص خلال شهر واحد منذ عامين على العدوان.