صنعاء | قبل أن يقطف صاروخ «توشكا» قبل شهر من الآن في ما أصبح يعرف بـ«جمعة توشكا» رؤوس نحو مئة ضابط وجندي إماراتي وعشرات الجرحى غيرهم ومعهم عشرات القتلى من ضباط وجنود نظام آل سعود ونظام خليفة في البحرين، لم يكن هناك شيء اسمه معركة سد مأرب.
في لحظة قبح وبعقلية ثأرية تشبه عقلية الصهاينة في حرب تموز 2006 عندما أرادوا تحقيق نصر، ولو معنوياً، برفع علمهم على نفس المكان (ملعب بنت جبيل) الذي ألقى منه السيد حسن نصر الله خطاب التحرير الشهير عام 2000 وقال جملته الشهيرة إن «إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت».
أرسل الصهاينة قواتهم الخاصة ممثلة بلواء «غولاني» إلى بنت جبيل ودفعوا ثمناً كبيراً من أجل هدف سطحي وثأري وفشلوا في ذلك وعادوا يحملون جثث العشرات من ضباطهم وجنودهم.
في مأرب ها هو محمد بن زايد يحاول أن يثأر لمن قتل من ضباطه وجنوده الغزاة، وفيهم من أفراد أسرته الحاكمة برفع علم الإمارات على سد مأرب.
يشبه هدف بن زايد تماماً هدف رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت ووزير دفاعه عمير بيريتس في بنت جبيل قبل تسع سنوات.
تشير المعطيات من الميدان إلى أن المرتزقة الذين وضعهم أسيادهم الإماراتيون في صدر المعركة بينما بقوا في المؤخرة قد قتل منهم ما بين 400 إلى 1000 قتيل وجريح وأسير، فضلاً عن عشرات الآليات خلال شهر من المعارك للتقدم بضعة كيلومترات للوصول إلى السد، ليس من أجل شيء إلا تلبيةً لرغبة سيدهم الإماراتي ضعيف العقل.
قد يحقق المرتزقة وأسيادهم هدفاً سطحياً كهذا بعد أن دفعوا بجيش كامل مع غطاء جوي يستخدم أسلحة محرمة دولياً وبمعدل 150 غارة جوية يومية، إلا أنهم سيخسرون المئات من القتلى ومئات بل آلاف من الجرحى في قادم الأيام لو واصلوا محاولاتهم باتجاه مأرب. وحتى لو حققوا هدفهم، فإن حدوث خرق في مأرب لمصلحة قوات الغزو ومرتزقتهم سيكون ثمنه استنزاف قوات أعدوها لمعركة صنعاء من أجل نصر وهمي. وهذا نجاح للاستراتيجية التي يتبعها «رجال الله» من أبناء الجيش و«اللجان الشعبية» والمتمثلة في أن أي قوات تحاول التقدم ستدفع ثمناً كبيراً من أفرادها وآلياتها التي ستُسحَق وتُدفَن في رمال مأرب.
هل رأيتم قبحاً أكثر من هذا؟ وعقولاً بهذه السطحية إلا عند هؤلاء الأعراب محمد بن سلمان ومحمد بن زايد. بئس المصير للغزاة والمرتزقة الذين يدفعون حياتهم ثمناً لأمر كهذا.
يمكن الجزم بأنّ المعركة اليوم واحدة من مأرب إلى بنت جبيل وسيكون النصر واحداً.