لم تشرب البرازيل من ذات الكأس الذي شرب منه البطل السابق. تعامل منتخب «السيليساو» بواقعية مع صربيا «القويّة» على أرضيّة ملعب سبارتاك موسكو في العاصمة الروسيّة. وفاز بهدفين من دون ردّ، لتتصدّر المجموعة أمام سويسرا الثانية، وتعبر إلى الدور الثاني حيث ستلاقي منتخب المكسيك في مباراة لاتينية خالصة. بدأ أبناء المدرب إدينور ليوناردو باتشي «تيتي» بالهجوم منذ اللحظات الأولى، توّغل نيمار بين الخطوط الصربيّة في الدقيقة الثانية لكنّ فرصته لم تنجح. عند الدقيقة السابعة وفي شكل مفاجئ رمى الظهير البرازيلي مارسيلو الكرة خارج الملعب وطلب التبديل السريع بعدما شعر بألم في الظهر. خرج مارسيلو حزيناً وحلّ بدلاً منه فيليبي لويس. استغل البرازيليّون التحفّظ الصربي في الشوط الأوّل، خلقوا عدداً من الفرص أبرزها عند الدقيقة 29 عن طريق غابرييل خيسوس، الذي لم يستفد من تمريرة «على المقص» من نيمار كسر فيها مصيدة التسلل. أفضل لاعب برازيلي في المونديال حتى الآن فيليبي كوتينيو صنع الفارق عند الدقيقة 35، أرسل كرة «ميلمتريّة» لباولينيو، لم يتردد الأخير برفعها فوق الحارس الصربي فلاديمير ستويكوفيتش واضعاً منتخبه في المقدمة. الاندفاع البرازيلي «الحذر» قابله فوضويّة بالأداء من المنتخب الصربي في معظم فترات الشوط، ولم يتمكن رفاق ألكساندر كولاروف من خلق فرص حقيقيّة على مرمى الحارس أليسون. في الشوط الثاني بدأ الصرب باندفاع أكبر، وتنظيم على مستوى خط الوسط، هاجموا مرمى المنتخب البرازيلي من الدقيقة 60 حتى الدقيقة 67، إلّا أن كراتهم لم تجد طريقها لمرمى الحارس أليسون. بعكس مجريات اللقاء حوّل قلب دفاع «السيليساو» تياغو سليفا كرة ركنيّة إلى المرمى الصربي رافعاً النتيجة إلى هدفين من دون ردّ. حاول الصرب التدارك إلّا أن كراتهم لم تكن بالفعاليّة اللازمة، وكانت الفرصة الأخطر في الدقيقة 61 بعد كرة عرضيّة أخطأ الحارس أليسون بصدّها ولكن الدفاع كان حاضراً لإبعادها.
أخطاء المدرب تيتي تكررت أيضاً خلال مباراة صربيا كما ضدّ سويسرا(أ ف ب )

أخطاء المدرب تيتي تكررت أيضاً خلال مباراة صربيا، فكان ويليان نقطة الضعف على الجهة اليمنى، كما لم يبدأ بفرناندينيو في الوسط، وروبيرتو فيرمينيو كمهاجم صريح، خصوصاً أن الأخير يكون عادةً أخطر من خيسوس، حيث أنّه قادر على خلق المساحات في دفاعات الخصم. وكما في المبارتين السابقتين أيضاً اكتفى نيمار بمراوغات غير مجدية، وفشل بتحقيق فرص حقيقيّة إلى أهداف. وأثبت لقاء صربيا أن واقعيّة كوتينيو تساعد المنتخب البرازيلي أكثر من استعراضات نيمار التي لا تسمن ولا تغني من جوع. عبرت البرازيل إلى الدور الثاني بهدفين نظيفين في مرمى صربيا، وعلى الجهة المقابلة تعادلت سويسرا مع كوستاريكا بهدفين لمثلهما. البرازيل تلاقي المكسيك، بينما تصطدم سويسرا «الواقعيّة» بالمنتخب السويدي المنظّم، في مباراة لا يمتلك فيها أي من المنتخبين أفضليّة على الآخر.