مع إعلان نتائج الانتخابات العامة المبكرة في معظم المقاطعات عبر المملكة المتحدة حقق حزب العمل – الوسط - انتصاراً ساحقاً سيمنحه أغلبيّة مريحة في مجلس العموم (أكثر من 400 مقعد من أصل 650) ليشكل حكومة جديدة وسيصبح زعيمه، السير كير ستارمر، رئيساً للوزراء لفترة تمتدّ لخمس سنوات. وأزاحت هذه النتيجة حزب المحافظين – يمين الوسط – من السلطة بعد 14 عاماً و5 حكومات أوصلت البلاد إلى حالة يرثى لها من التراجع الاقتصادي والتفكك الاجتماعي.
وقال ستارمر في كلمة إنّه «سيخدم مصالح الطبقة العاملة» و«سيضع البلد أولاً فوق الحزب» وإنّ «التغيير سيبدأ فوراً».

من جهته، أقر رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ريشي سوناك، بهزيمة المحافظين بعد أن خسر الحزب أكثر من 200 مقعد كان يسيطر عليها في البرلمان المنحل، وقال إنه اتصل بالسير كير لتهنئته.

وتُعدّ هذه النتيجة الأسوأ في تاريخ الحزب خلال 200 عام في السياسة البريطانية، إذ فقد العديد من قادة الحزب الكبار مقاعدهم بمن فيهم 11 وزيراً في الحكومة الحاليّة، ورؤساء وزراء سابقين، ولم يعد للحزب ممثلون عنه خارج إقليم إنجلترا ما يفقده صفة الحزب الوطني.

بدورهم، تعرّض القوميون الإسكتلنديون لخسارة قاسية وأصبحوا مجرّد حزب صغير في الإقليم الشمالي ممثل بأقل من 10 مقاعد بعد عقد من الهيمنة شبه التامة على تمثيل اسكتلندا في مجلس العموم.

واستفاد حزب الليبراليين الأحرار الوسطي من سقوط المحافظين، وفاز بسبعين مقعداً في انتصار تاريخي غير مسبوق، وارتفع كذلك عدد النواب عن حزب الخضر – وسط - إلى 4، وحصل الإصلاح – أقصى اليمين – على 4 مقاعد أيضاً ونجح في إيصال زعيمه المثير للجدل نايجل فراج إلى البرلمان بعد 8 محاولات سابقة.

وأصبح جيريمي كوربن عميداً للنواب في مجلس العموم بعد أن فاز كمستقل على مرشح حزب العمل في منطقته في شمال العاصمة لندن، بينما خسر جورج غالاوي – من حزب العمّال - مقعده بفارق ضئيل.

وبحسب التقاليد المرعية في المملكة فسيتقدم سوناك تالياً باستقالته رسمياً إلى الملك تشارلز الثالث، الذي سيستدعي السير كير إلى قصر باكنغهام، ويكلفه تشكيل الحكومة المقبلة.