بدأت الجمهورية الإسلامية في تطوير صناعة المسيَّرات منذ حرب الخليج الأولى
وجاءت زيارة باقري إلى القاعدة السرّية لمسيَّرات الجيش، بعد ثلاثة أيّام من التفجير الذي وقع في أحد مباني مجمع التكنولوجيا الصاروخية والنووية والمسيَّرات في وزارة الدفاع الإيرانية في منطقة بارجين في ضواحي طهران، في هجوم يتطابق مع الهجمات الإسرائيلية السابقة. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلت، أخيراً، عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، قوله إن «إسرائيل نفّذت، في مطلع شباط الماضي، هجوماً بستّ مسيَّرات من طراز كوادكوبتر التي تحتوي على متفجّرات، على منشأة بالقرب من كرمانشاه غرب إيران، تشكّل المصنع الرئيس لإنتاج المسيَّرات العسكرية الإيرانية وتخزينها». وسبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينت، أن أعلن أن تل أبيب اعترضت، في شتاء العام الماضي، مسيّرتَين إيرانيتَين كانتا تنويان دخول الأراضي المحتلّة. وفي وقت سابق، ذكرت تقارير أن هاتين المسيّرتَين قد أُسقطتا، علماً أن الهجوم الذي نُفِّذ قَبل بضعة أشهر على ناقلة النفط الإسرائيلية «مرسر استريت» في سواحل عُمان، نُسب إلى مسيّرة إيرانية أيضاً. وفيما تؤرّق هذه الصناعة كيان الاحتلال، عرض قائد القوّة الجوّية الإسرائيلية بدء تعاون «دفاعي» مع بلدان المنطقة، بما فيها الإمارات والبحرين، لمواجهة «التهديد» الناجم عن المسيَّرات الإيرانية.
وفي موازاة الإجراءات التخريبية الإسرائيلية، صعّدت واشنطن، هي الأخرى، من مساعيها لمواجهة البرنامج الإيراني.، إذ صادق مجلس النواب الأميركي، في نيسان الماضي، على مشروع قانون «لوقف أنشطة الطائرات المسيَّرة الإيرانية»، تُفرض بموجبه عقوبات على الأشخاص والكيانات التي تشارك في توفير وبيع أو نقل السلاح والمواد إلى إيران أو منها. وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في وقت سابق، إن بلاده ستتّخذ الإجراءات اللازمة للحدّ من توسُّع البرنامج، فيما فرضت وزارة الخزانة الأميركية، في تشرين الأوّل الفائت، عقوبات على أربعة مواطنين إيرانيين، بمن فيهم سعيد أقاجاني، قائد وحدة المسيَّرات في مؤسسة الجو - فضاء التابعة للحرس الثوري، وشركتان إيرانيتان بتهمة الارتباط بالحرس. بيدَ أن ثمّة شكوكاً حول تأثير هذه العقوبات؛ إذ على النقيض من الصناعة الثقيلة للبرنامج النووي، فإن صناعة «الدرونز» تعتمد في الغالب على المكوّنات التجارية التي تتوافر في السوق الحرّة. وعليه، فإن من الصعوبة بمكان التحكُّم بتلك السوق ومنع هكذا مبيعات. ويشير كلّ ما تقدَّم إلى أن معركة المسيَّرات بين إيران وإسرائيل، تتّخذ يوماً بعد يوم أبعاداً أوسع وأكثر تعقيداً.