يبدو أن السلطات الأوكرانية، بقيادة فولوديمير زيلينسكي، لن تتردّد في اللجوء إلى أكثر الخيارات تطرّفاً، كلّما استشعرت بأن الخناق الروسي بدأ يضيق عليها. وفي هذا السياق على ما يبدو، تندرج سلسلة الحوادث، التي تقول روسيا إنها مفتعلة، في المنشآت النووية الأوكرانية، بهدف توجيه الاتّهام إلى موسكو بالمسؤولية عنها، ومن ثمّ اتّخاذها ذريعة للمطالبة بإقامة منطقة حظر جوّي فوق أوكرانيا. وفي آخر تلك الحوادث، نشب حريق في محطة زابوريجيا النووية الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا (والأكبر في البلاد وفي أوروبا)، إلّا أنه اقتصر على المبنى الإداري، من دون أن يطاول منشآت المحطة، ما يشي بأن ثمّة عملاً تخريبياً وراءه يستهدف التهويل في شأن «كارثة نووية» ستتسبّب بها العملية الروسية. وكان التهويل المذكور بدأ قبل أيام، عقب حادثتَين اثنتَين: الأولى رفع مستوى الإشعاع في مفاعل تشيرنوبيل؛ والثانية استهداف مخزن النفايات النووية، لتأتي حادثة زابوريجيا وتشكّل المحطّة الثالثة في ذلك السياق.