أفادت وكالة «بلومبرغ»، نقلاً عن مصادر مطّلعة، بأنّ إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغت الكرملين عن استعدادها لتقديم آلية تمكّن روسيا من التحقّق من عدم وجود صواريخ «توماهوك» تشكّل تهديداً لها، في بعض قواعد حلف شمال الأطلسي الحسّاسة داخل رومانيا وبولندا، في خطوة تهدف إلى طمأنة روسيا أنّه لا يمكن استخدام هذه الصواريخ لاستهدافها.
وأضافت إحدى المصادر، أنّ التوصّل إلى اتفاق بهذا الشأن يشترط أن تكون روسيا مستعدة لتبادل معلومات مماثلة، بشأن صواريخ في قواعد روسية معيّنة، وأن يتمّ مناقشته مسبقاً مع حلفائها، ولا سيّما رومانيا وبولندا.

وفي حين لا توجد في بولندا ورومانيا قذائف هجومية على غرار صواريخ «توماهاوك»، التي تُطلق من الأرض، فإنّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حذّر مراراً من أنّ الولايات المتّحدة وحلف شمال الأطلسي يمكنهما استخدام نظام «أيجيس» المضاد للصواريخ لإطلاق مقذوفات «توماهاوك»، بحسب الوكالة.

وتأتي خطوة واشنطن في إطار الخفض من حدّة التصعيد بين أوكرانيا وروسيا، وسط اتهامات غربية لهذه الأخيرة بالاستعداد لغزو كييف.

وتبرّر القوى الغربية اتهاماتها، بحشد موسكو مئة ألف جندي عند حدود أوكرانيا، فيما تنفي موسكو هذه المزاعم، وتؤكّد أنّ تحرّك قواتها يهدف إلى حمايتها من التوسع الغربي باتجاه حدودها.

وفي محاولة لحلّ النزاع بالأساليب السلمية، أصدرت وزارة الخارجية الروسية في 17 كانون الأول، مشروع اتفاقية حول ضمانات أمنية بين روسيا والولايات المتحدة ومشروع اتفاقية حول ضمان أمن روسيا والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، تشمل الحدّ من التوسّع الغربي باتجاه حدودها وعدم ضمّ أوكرانيا إلى الحلف والإبلاغ عن التدريبات الأمنية مسبقاً وغيرها، وجرت مفاوضات عدّة حول هذه المطالب في كييف، من دون التوصّل إلى نتيجة واضحة بعد.

وطوال الأيام الماضية، لم يهدأ هاتف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعد الردّ الأميركي و«الأطلسي» على ورقة الضمانات التي طالبت بها موسكو، في وقت ينتظر العالم قرار بوتين حول ردّ بلاده على تلك الأجوبة التي «لم تُراعِ مصالح موسكو وتجاهلت مطالبها الأساسية»، على حدّ تعبير الرئيس الروسي.