لم يُفضِ الحوار الاستراتيجي الأميركي - الإسرائيلي في واشنطن حول سبل مواجهة إيران، إلى أيّ نتائج مرضية لتل أبيب. إذ إن الأخيرة لم تستطع ثنْي واشنطن عن تمسّكها بالخيارات الدبلوماسية بمواجهة طهران، أو حتى إقناعها برفْد تلك الخيارات بعناصر تخويف كفيلة بتثقيلها، فيما رفضت الولايات المتحدة إعلان التزامها بأيّ خطّة بديلة في حال فشل محادثات فيينا التي يُتوقّع أن تُستأنف مطلع تشرين الثاني المقبل. رفضٌ يبدو مردّه جدول الأولويات المختلف لدى إدارة جو بايدن، والذي يتصدّره التحدّي الصيني، مع ما تتطلّبه مواجهته من تفريغ إمكانات وجهود كانت متوزّعة سابقاً على مناطق أخرى. ولعلّ هاهنا تحديداً يكمن قلق الإسرائيليين، الذين يلمسون يوماً بعد يوم أن الأميركيين «لا يركّزون على إيران، بل على الصين وعلى تحدّياتهم الداخلية»