ولم تكتشف الحكومة الأميركية الهجوم، إلّا الأسبوع الماضي، على رغم انطلاقه في آذار/ مارس، أو ربّما في تاريخ أبعد، كما لم تحدّد من يقف خلفه. وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي قوله إنّ «الهجمات بدأت منذ آذار/ مارس، واستمرّت خلال الانتخابات وإدارة دونالد ترامب لم تصدر تحذيراً حتى الأحد الماضي». وأضاف إن «الهجمات تبدو أكثر سوءاً مع مرور الأيام، والأسرار تسرق بطرق لم تكتشف بعد». من جهته، قدّر السيناتور ماركو روبيو أنّ دولة أجنبية مسؤولة عن هذا العمل «المتأنّي» و»المعقّد» و»المموّل جيداً»، لكنّه لم يمضِ قدماً في توجيه أصابع الاتهام. وقال: «عندما تشير إلى أحد ما، عليك أن تكون متأكداً» لأنّ الهجوم «يوازي عملاً حربياً».
روبيو: الهجوم يمثّل تهديداً خطيراً على أجهزة الدولة الفدرالية والمجتمعات المحلية والبنى التحتية
لكن شكوك خبراء الأمن الإلكتروني تتّجه نحو موسكو، التي نفت بشدة تورطها في الهجوم. وقال الخبير في «مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية»، جيمس أندرو لويس، إنّه «يوجد عدد قليل من الدول التي لديها الخبرة والموارد الكافية لشنّ هجوم مماثل، وبينها روسيا». كذلك، لمّح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، منذ الاثنين، إلى احتمال تورّط فاعلين روس، مشيراً إلى محاولاتهم المستمرّة لـ»اختراق شبكات» وزارات وشركات أميركية. بدوره، رأى السيناتور الجمهوري ميت رومني، أنّ الهجوم مماثل لـ»تحليق قاذفات روسية فوق بلدنا بأكمله بشكل متكرر من دون أن تُرصد». ودان «صمت البيت الأبيض وتقاعسه غير المبررَين». يأتي ذلك فيما وعد الرئيس المنتخب جو بايدن، بجعل «الرد على هذا الهجوم السيبراني أولوية»، بمجرّد تولّيه المنصب في 20 كانون الثاني/ يناير. من جهته، قال الخبير في مجموعة «دينيم غروب» الأمنية، جون ديكسون، إن عدّة شركات خاصّة يحتمل أن تكون عرضة للهجوم، تقوم بكلّ ما في وسعها لتعزيز حمايتها إلى درجة أنّها تفكّر في إعادة بناء خوادمها الإلكترونية. وأضاف إنّ الهجوم «كبير إلى درجة أن الجميع يقيّم الأضرار حالياً»، معتبراً أنه وجّه «ضربة قوية إلى الثقة في الدولة والبنى التحتية الحسّاسة».
اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا