ليست أميركا بمنأى عن الاحتجاجات المتواصلة في موسكو وهونغ كونغ، وليس صدفةً أن يحدث كل هذا في ذروة التوتر بين القوى الكبرى المتمثلة راهناً بالولايات المتحدة من جهة، وروسيا والصين من جهة ثانية، نتيجة اعتماد واشنطن استراتيجية «احتواء مزدوج» تجاه البلدين. احتجاجاتٌ، وإن اختلفت سياقاتها وطابعها والأعداد المشاركة فيها، إلا أن توقيتها والخلفيات التي رافقتها تفترض التوقف عند عاملين رئيسين: أولاً: التوتر المتصاعد بين أميركا والصين، وعنوانه الحرب التجارية المتفاقمة، وثانياً: انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الحدّ من الصواريخ النووية المتوسطة المدى الموقعة مع روسيا، وإعلانها تالياً عزمها على نشر صواريخ في محيط البلدين، ما يعني إعادة إطلاق سباق تسلّح معهما.