لا يزال انعكاس انتصار المقاومة الفلسطينية بعد جولة التصعيد الأخيرة مع العدو الإسرائيلي، يلقي بظلاله على الساحة السياسية الإسرائيلية. فبعد استقالة وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، من منصبه، تضعضع الائتلاف الحكومي، خصوصاً بعد تهديد وزير التعليم ورئيس حزب «البيت اليهودي»، نفتالي بينيت، بالاستقالة من منصبه في حال عدم توليه وزارة الأمن. وأكدت تقارير صحافية إسرائيلية، أنّ اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم، مع بينيت، لبحث الأزمة الائتلافية لم يصل إلى نتيجة، في ظل إصرار رئيس حزب «كولانو»، موشيه كاحلون، على إجراء انتخابات برلمانية مبكرة. وقالت القناة الإسرائيلية العاشرة، إن «إسرائيل تتّجه نحو الانتخابات المبكرة بعد فشل الاجتماع بين نتنياهو وبينيت»، فيما قالت صحيفة «هآرتس»: «إسرائيل تتجه إلى الانتخابات بعد فشل اجتماع نتنياهو - بنيت».
وفي أعقاب اجتماعه مع بينيت، قال نتنياهو، في بيان، إن «الشائعات التي تفيد بأنّ القرار اتُّخذ لإجراء انتخابات مبكرة، غير صحيح». وأكد أنه أعلم بينيت بأنه سيحتفظ بحقيبة الأمن لنفسه، في ظل ما وصفه بـ«التداعيات الحرجة التي تواجهها إسرائيل». وطالب نتنياهو مركبات الائتلاف الحكومي بـ«بذل كل جهد ممكن للحفاظ على الحكومة اليمينية وعدم تكرار الخطأ التاريخي الذي ارتكب عام 1992 عندما أُطيح حكومة يمينية، ما منح الفرصة لليسار بجلب كارثة أوسلو لدولة إسرائيل».
وأشار البيان إلى أنه سيجتمع بقادة الكتل الائتلافية يوم الأحد المقبل، وأنه «يعوّل على المسؤولية التي يتحلى بها وزراء الحكومة، بأنهم سيتجنبون الوقوع بالخطأ التاريخي الذي يتمثل بإسقاط حكومة اليمين».
وكان حزب «البيت اليهودي» اليميني قد لوّح بالانسحاب من الحكومة في حال عدم تكليف بينيت بحقيبة الأمن. وفي حال انسحاب حزب «البيت اليهودي» من الحكومة، فإنها ستسقط فوراً.
يأتي ذلك فيما يصرّ كل من رئيس حزب «كولانو»، كاحلون، ووزير الداخلية ورئيس «شاس»، أرييه درعي، على التوجه إلى انتخابات مبكرة، ما يجعل بقاء الحكومة غير ممكن. وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن قادة الكتل الائتلافية ستجتمع يوم الأحد، للاتفاق على موعد إجراء انتخابات، وسط ترجيحات بأنه في حال قرار تبكير موعد الانتخابات، فإنها ستجري على الأرجح في آذار/ مارس المقبل.
وبحسب التقارير الصحافية الإسرائيلية، فإن السيناريو المفضل لنتنياهو، هو استمرار الحكومة بأي شكل من الأشكال، وجرّ المسائل الخلافية، دون التصادم مع شركائه في الائتلاف، حتى أيار/ مايو المقبل، الموعد الذي يفضله نتنياهو لخوض الانتخابات للاستفادة الإعلامية القصوى من خطاباته في «المناسبات الرسمية»، منها «يوم استقلال إسرائيل» وتنظيم مسابقة «اليوروفيجين» وذكرى المحرقة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن النقاش الذي يدور الآن داخل الائتلاف هو حول متى، وليس ما إذا ستُجرى الانتخابات المبكرة، التي من المقرر رسمياً إجراؤها في نهاية العام المقبل.

نتنياهو متقدم في الاستطلاعات
أكد استطلاع للرأي العام الإسرائيلي أجرته صحيفة «معاريف»، عن تراجع شعبية «الليكود»، رغم أن ذلك لا ينعكس كثيراً على قوة تمثيله البرلماني إذا جرت الانتخابات اليوم. إذ يحافظ الحزب برئاسة نتنياهو على تمثيله الحالي (30 مقعداً)، علماً بأن شعبية «الليكود»، وفقاً للاستطلاعات تراجعت منذ حزيران/ يونيو الماضي (34 مقعداً في حزيران/ يونيو و31 في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي).
وبحسب الاستطلاع، فإنه إذا ما جرت الانتخابات اليوم، يحصل حزب «يش عتيد» بزعامة يائير لبيد على 17 مقعداً، ويرتفع تمثيل «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت، الذي يسعى للحصول على حقيبة الأمن، إلى 12 مقعداً (8 في الكنيست الحالية)، فيما يحصل «المعسكر الصهيوني» (تحالف حزب العمل بزعامة آفي غباي و«الحركة» بزعامة تسيبي ليفني) على 11 مقعداً، و«القائمة المشتركة» على 11 مقعداً. وكتلة «يهدوت هتوراه» تحصل على 8 مقاعد، فيما يرتفع تمثيل «يسرائيل بيتينو» برئاسة ليبرمان بمقعد واحد، ويحصل الحزب على 7 مقاعد، وحزب «كولانو» على 7 مقاعد. فيما تحصل حركة «ميرتس» وحزب «شاس» على 6 مقاعد لكل منهما، وستحصل عضو الكنيست المنشقة عن «إسرائيل بيتنا»، أورلي ليفي أبيكاسيس على 6 مقاعد، و«شاس» على 5 مقاعد. وفي استطلاع لصحيفة «مكور ريشون»، أيّد 49% إجراء انتخابات برلمانية مبكرة.