تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم، بتقديم نحو 60 مليار دولار لتمويل مشاريع تنمية في أفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة، وذلك على هامش «المنتدى الاقتصادي السابع للتعاون الصيني - الأفريقي» في العاصمة بكين.وفي خطابٍ مطوّل افتتح به المنتدى، بدا واضحاً سعي الرئيس الصيني إلى احتواء الاتهامات التي طاولت مساعدة بكين للدول النامية، لعلّ أبرزها محاولة «إغراق شركائها الأفارقة في ديونٍ هائلة»؛ إذ إن التمويل سيشمل 15 ملياراً «كمساعدة مجانية وقروض من دون فوائد» وخطوط قروض واستثمارات شركات صينية. كما سيتم تشجيع الشركات الصينية على استثمار «عشرة مليارات دولار على الأقل» في أفريقيا خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وهي «مبادرات» تثير أيضاً انتقادات متزايدة من الغرب، الذي يشير إلى ارتفاع مديونية بعض الدول الأفريقية بشكلٍ كبير، خصوصاً أن الصين أقرضت أفريقيا ما مجموعه 125 مليار دولار بين عامي 2000 و2016، بحسب المكتب الأميركي «مبادرة الأبحاث الصينية - الأفريقية» التابع لجامعة «جونز هوبكنز» في واشنطن.
لكن شي دافع عن مبادرة بلاده، قائلاً إن الصين لا تضع أيّ شروط من أجل الاستثمار في أفريقيا، كما أنها «لا تتدخل في الشؤون الداخلية لدولها عبر الاستثمارات». وأكد في هذا السياق، لكن من دون أن يحدد مواعيد أو أسماء الدول المعنية، أن بكين «ستلغي» قسماً من ديون الدول في القارة الأفريقية. كذلك، اعتبر الرئيس الصيني أن «البلدان الأفريقية دعمت مبادرة الحزام والطريق الصينية»، لافتاً إلى أن «مشاركة هذه الدول تحتل أهمية كبيرة في المبادرة التي ستحقق الرفاه المشترك».



انتقادات... وترحيب
في القمة الصينية - الأفريقية السابقة، تلك التي عُقدت في مدينة جوهانسبورغ عام 2015، أعلن الرئيس الصيني تخصيص ستين مليار دولار من المساعدات والقروض. ومنذ ذلك الحين، تستثمر الصين مليارات عدة من الدولارات سنوياً في أفريقيا، وخصوصاً في بنى تحتية أو مناطق صناعية. لكن هذه الاستثمارات، التي رحبت بها الدول الأفريقية الراغبة في التنمية الاقتصادية، أدت أيضاً إلى زيادة ديونها حيال بكين بشكلٍ كبير، كما تقول أصوات في دول وجهات غربية. وبين تلك الجهات صندوق النقد الدولي الذي أعرب عن قلقه وركّز خصوصاً على جيبوتي، حيث ارتفع الدين الخارجي لهذا البلد من خمسين إلى 85 في المئة من إجمالي الناتج المحلي خلال عامين.
في المقابل، رفض الرئيس الرواندي بول كاغامي - الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي - الانتقادات حول وجود «فخ ديون» مفترض. وفي تصريح أدلى به أمس لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، رأى كاغامي أن الهدف (من الانتقادات) هو وقف تقدم العلاقات التجارية الصينية - الأفريقية. وتابع قائلاً: «الجانب الآخر من المسألة هو أن هؤلاء الذين ينتقدون الصين حول مسألة الديون، يقدمون القليل جداً» من المال، مؤكداً الضرورة المهمة لتمويل أفريقيا.
وفي الإطار نفسه، رفض رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، الذي حضر منتدى بكين اليوم، القول إن المساعدة الصينية للقارة تشكّل «استعماراً جديداً».

منتدى بكين
على مدى يومين، يجمع المنتدى الاقتصادي السابع للتعاون الصيني - الأفريقي في العاصمة الصينية عدة قادة دول وحكومات، بينهم رؤساء ساحل العاج وجنوب أفريقيا والكونغو. وتتغيب عن القمة فقط مملكة إي سواتيني، التي كانت تعرف سابقاً باسم مملكة سوازيلاند وهي الحليفة الأخيرة في أفريقيا لتايوان والجزيرة التي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، حيث لم تتم دعوتها إلى المنتدى.