في إطار جولته الأوروبية التي بدأها أمس بلقاء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم، إلى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للبحث في الملف الوحيد الذي يشغل بال حكومة العدو، وهو الاتفاق النووي الإيراني ووجود الأخيرة في سوريا.خلال المؤتمر الصحافي المشترك بين ماكرون ونتنياهو، قال الأخير إنّ «مفتاح الحفاظ على الأمن الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط، هو خروج القوات الإيرانية من سوريا». وأشار إلى أنه «يبذل كل ما في وسعه من أجل وقف العدوان الإيراني»، واصفاً إياه بأنه «التهديد الأكبر للعالم من خلال وجود سلاح نووي في أيدي نظام إسلامي متطرف مثل طهران».
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية إنّه لم يطلب من الرئيس الفرنسي الانسحاب من الاتفاق النووي «لأني أعرف أن فرنسا تمتلك مصالح اقتصادية، لكني ركّزت على ضرورة كبح جماح إيران في المنطقة ومنعها من تعزيز حضورها العسكري أكثر في سوريا والمنطقة». أضاف نتنياهو أن «هدف إسرائيل - وعلى من يسعى للسلام أن يتبنى هذا الهدف - جعل إيران تنسحب من سوريا».
بدوره، حذّر ماكرون جميع الأطراف من «تصعيد» قد يؤدّي إلى اندلاع «نزاع»، بعدما أعلنت ايران خطة لزيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم. وقال: «أدعو الجميع إلى الحفاظ على استقرار الوضع وعدم الانجرار لهذا التصعيد لأنه سيؤدي إلى أمر واحد: النزاع». ودعا إلى إيجاد حل للأزمة الإنسانية في غزة، معيداً التذكير بـ«إدانتي لاستهداف المدنيين، وأنا أعني ما جرى في غزة أخيراً، كما ذكّرت بتمسّكي بأمن إسرائيل، وضرورة تحمّل حماس المسؤولية السياسية».
وقبل لقائه ماكرون، كان نتنياهو قد نشر مقطع فيديو عبر «تويتر» ردّ فيه على إعلان إيران عزمها على زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم، إذ رأى أن ذلك «ليس مفاجئاً لإسرائيل». وقال نتنياهو: «قبل يومين أعلن آية الله خامنئي، زعيم إيران، عزمه على تدمير دولة إسرائيل. وأمس قال كيف سيفعل ذلك، من طريق التخصيب اللامحدود من أجل إنتاج ترسانة من القنابل النووية». أضاف: «لم يفاجئنا الأمر، ولن نسمح لإيران بامتلاك أسلحة نووية».
وكانت طهران قد أعلنت على لسان نائب الرئيس الإيراني، علي أكبر صالحي، أنّها أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عزمها على زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم من خلال زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لديها. وقال إن ذلك لا يعني أن إيران «ستبدأ بتجميع أجهزة الطرد المركزي، وهو لا يشكل انتهاكاً للاتفاق النووي».
رداً على التصريحات الإيرانية، قالت المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني: «بعد التقييم الأولي، لا تشكّل الإجراءات المعلنة انتهاكاً للاتفاق النووي». لكنها أوضحت أنها «لا تساهم في هذه المرحلة الدقيقة في تعزيز الثقة بطبيعة البرنامج النووي الإيراني».

إسرائيل تهدد إيران عبر باريس
في السياق نفسه، أعلن المراسل السياسي لـ«القناة العاشرة» العبرية، باراك رافيد، أن مسؤولين فرنسيين نقلوا رسالة إسرائيليّة إلى طهران، تتعلق بالتموضع الإيراني في سوريا. وقال رافيد نقلاً عن دبلوماسيين فرنسيين، إن «إسرائيل توجّهت إلى باريس قبل أسبوعين لنقل رسالة إلى جهات إيرانية تتعلّق بنشاطاتها العسكريّة في سوريا». وكشف المسؤول الفرنسيّ للقناة أنها «ليست المرّة الأولى خلال الأشهر الأخيرة التي تنقل فيها فرنسا رسائل إسرائيليّة إلى إيران حول الأوضاع في سوريا وحول الدّعم الإيراني لحزب الله»، لافتاً إلى أن «فرنسا تنقل الرسائل إلى مقرّبين من الرئيس، حسن روحاني، الذين هم غير داعمين لعمليات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، ولذلك، فإن تأثير الرسائل محدود».