نقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين مطلعين، أمس، تأكيدهما أن جينا هاسبل، التي رشحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، حاولت الانسحاب بسبب مخاوف بشأن دورها في برنامج الاستجواب الذي قامت به الوكالة.وذكر المصدران أن عرض هاسبل الانسحاب، يوم الجمعة الماضي، جاء بدافع من تنامي المخاوف بين أنصارها من أن البيت الأبيض بات قلقاً لأن ترشيحها أصبح في خطر.
وكانت صحيفة «ذي واشنطن بوست» أول من أورد نبأ عرضها الانسحاب، في تقرير نشرته أمس. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن أربعة مسؤولين أميركيين كبار، أن البيت الأبيض استدعى هاسبل إلى اجتماع يوم الجمعة لبحث دورها في برنامج التسليم والاحتجاز والاستجواب، الذي استخدم أساليب من بينها محاكاة الغرق. وهو البرنامج الذي أجازه الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وأفاد المسؤولون للصحيفة، بأن هاسبل أبلغت البيت الأبيض أنها ستنسحب لتفادي جلسة صعبة تعقدها لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، للتصديق على تعيينها يوم الأربعاء المقبل، على اعتبار أن الجلسة قد تلحق الضرر بوكالة الاستخبارات. وذكرت الصحيفة، في هذا الإطار، أن معاونين في البيت الأبيض، من بينهم مسؤول الشؤون التشريعية مارك شورت، والمتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، هرعوا في حينه إلى مقر وكالة الاستخبارات المركزية يوم الجمعة لإجراء مباحثات استمرت عدة ساعات، لكنهم لم يظفروا بالحصول على التزام منها بالتمسك بترشيحها. بعد ذلك، عادت هاسبل إلى مقر الوكالة في لانجلي في ولاية فرجينيا، علماً بأن البيت الأبيض لم يضمن أنها لن تنسحب إلا بعد ظهر السبت.

هاسبل مسؤولة سابقة عن «معتقلات سرية»؟
ترشيح هاسبل، أول امرأة يتم ترشيحها لرئاسة «سي آي إيه»، لاقى اعتراضاً بسبب دورها في برنامج لم يعد موجوداً الآن، اعتقلَت واستجوَبت الوكالة في إطاره أشخاصاً يُشتبه بأنهم أعضاء في تنظيم «القاعدة» في سجون سرية في الخارج، باستخدام أساليب قوبِلت بتنديد واسع بوصفها تعذيباً.
المتحدث باسم البيت الأبيض، راج شاه، رد على الاعتراصات التي طاولت هاسبل، قائلاً: «القائمة بأعمال مدير (سي آي إيه) مرشحة ذات مؤهلات رفيعة، كرست عملها لما يربو على ثلاثة عقود لخدمة بلدها»، مضيفاً أن ترشيحها «لن يعرقله منتقدون حزبيون ينحازون للاتحاد الأميركي للحريات المدنية على حساب (سي آي إيه)، في ما يتعلق بكيفية الحفاظ على أمن الشعب الأميركي».
يذكر أن ترامب رشح هاسبل كي تخلف مايك بومبيو، الذي أصبح وزيراً للخارجية الشهر الماضي. ولا تزال السرية تحيط بكثير من التفاصيل المتعلقة بعمل هاسبل، في حين تشير بعض التقارير، نقلاً عن مسؤولين في الاستخبارات الأميركية وفي الكونغرس، الى أنها كانت مسؤولة عن السجن السري الذي يعرف باسم «عين القطة» في تايلند عام 2002 إبان إدارة بوش، حيث خضع شخصان يشتبه بانتمائهما لـ«القاعدة» للإيهام بالغرق وغيرها من أساليب الاستجواب القاسية في تلك المنشأة.