حمّلت الصين إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المسؤولية الكاملة في قضية الخلافات التجارية، فيما أكّدت أن التفاوض مع واشنطن مستحيل في ظلّ «الظروف الراهنة». تصريحات الصين جاءت بخلاف تمنّيات ترامب الذي توقّع، يوم أمس، أن تزيل بكين حواجزها التجارية، معرباً عن تفاؤله بشأن إمكانية توصّل الجانبين إلى تسوية للخلاف التجاري المتصاعد عبر المفاوضات.وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، غينغ شوانغ، اليوم، فإنه «حتى الآن، لم يُجرِ المسؤولون الأميركيون والصينيون أيّ مفاوضات حول الخلافات التجارية. في ظل الظروف الحالية، يبدو مستحيلاً بالنسبة إلى الفريقين عقد أيّ محادثات حول هذا الموضوع». وحمّل غينغ واشنطن «المسؤولية كاملة» عن الخلافات التجارية، فقال «من جهة تهدّد الولايات المتحدة بفرض عقوبات، ومن جهة أخرى تؤكّد باستمرار أنها تريد التفاوض. لا أعرف إلى من تتوجّه هذه المهزلة».
في هذا الإطار، كرّر نائب وزير التجارة الصيني، تشيان كه مينغ، خلال منتدى بواو الآسيوي في إقليم هاينان جنوب البلاد، القول إنّ بلاده لا ترغب في خوض حرب تجارية، لكنّها لا تخشاها.

«مستقبل عظيم للبلدين»
قرّر ترامب في أوائل آذار/ مارس الماضي فرض رسومٍ جمركية على واردات الولايات المتحدة من الفولاذ والألومنيوم، قبل أن يعلن، في وقت لاحق، عن رسوم أخرى تستهدف تحديداً الواردات الصينية، متّهماً بكين بـ«سرقة حقوق الملكية الفكرية».
هذه الإجراءات ردّت عليها الصين، ملوّحة بفرض رسوم جمركية على وارداتها من المنتجات الأميركية، ولا سيما الصويا والسيارات والطائرات الصغيرة، والتي وصلت قيمتها إلى ثلاثة مليارات دولار العام الماضي.
وفي وقتٍ يتصاعد فيه الجدل حول إجراءات ترامب، كتب هذا الأخير عبر «تويتر»، يوم أمس، أن «الصين ستزيل العوائق التجارية، لأنّ القيام بذلك هو الصواب... وسيتم التوصل إلى اتفاق حول الملكية الفكرية»، واعداً بـ«مستقبل عظيم لكلا البلدين».


في هذا السياق، قال كبير المستشارين الاقتصاديين للرئيس الأميركي، لاري كودلو، لشبكة «فوكس نيوز»: «لدينا اتصالات مستمرة معهم... ولكن الرسوم الجمركية يجب أن تكون من ضمن هذه العملية... وبعد ذلك، نأمل أن تجري مناقشات، وربما في الشهرين المقبلين يكون الصينيون جادّين في الجلوس إلى طاولة المفاوضات».