يحيى دبوقبعد السجال الأوروبي بشأن رفع مستوى العلاقات مع إسرائيل، ردّت الدولة العبريّة، أمس، بابتزاز دول الاتحاد وتهديدها بتجميد أي دور لأوروبا في العملية السياسية في المنطقة، ما لم توقف انتقاداتها لتل أبيب وتحسّن علاقاتها معها.
وقال نائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية للشؤون الأوروبية، رافي باراك، إنه «إذا استمرت التصريحات (المنتقدة لإسرائيل)، فلن يكون بمقدور أوروبا أداء دور في العملية السياسية (في المنطقة)، وسيخسر الجانبان نتيجة ذلك». وأشار، في أحاديث هاتفية أجراها مع سفراء أوروبيين معتمدين في الدولة العبرية، إلى أنه «منذ أسابيع ونحن نقول إنه ينبغي منح الحكومة الاسرائيلية وقتاً كي تبلور سياستها (الخارجية)، وبالتالي يجب عدم شنّ حرب عليها من خلال وسائل الإعلام». وشملت اتصالاته سفيري فرنسا وبريطانيا والقائم بأعمال السفارة الألمانية.
وانتقد باراك، بحسب «هآرتس»، تصريحات مسؤولين أوروبيين ضد الحكومة الإسرائيلية، وتحديداً من قبل مفوّضة العلاقات الخارجية في الاتحاد بانيتا فيريرو فالدنر، التي دعت إلى «تجميد تطوير علاقات الاتحاد الأوروبي مع إسرائيل»، مشيراً إلى أن «الاتحاد لم يتخذ أي قرار رسمي يتعلّق بتجميد علاقاته بإسرائيل، (وبالتالي) فإن تصريحاتها خطيرة لجهة مضمونها وأسلوبها وتوقيتها».
وبحسب «هآرتس»، فإن رافي باراك أطلع الممثليات الإسرائيلية المعتمدة في أوروبا على مضمون محادثاته مع السفراء الأوروبيين، مشيرة إلى أن «السفير الفرنسي كان الوحيد الذي أبدى تعاطفاً مع تصريحات فالدنر، وشدد على أن أقوالها تعبّر عن مشاعر جمهور الأوروبيين، رغم أنه يفضّل الامتناع عن مواجهة إعلامية» مع إسرائيل. وأوضحت أن مصدراً سياسياً إسرائيلياً رفيع المستوى نقل عن وزير خارجية أوروبي قوله إن «فالدنر ألحقت ضرراً بالسياسة الخارجية الأوروبية من خلال تهجّماتها على الدولة العبرية».
وفي السياق، ينوي وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان القيام بزيارة لباريس ولقاء نظيره الفرنسي برنار كوشنير «لتبادل وجهات النظر» بينهما. وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، اريك شوفالييه، أن اللقاء، المتوقع حصوله الثلاثاء، «سيتيح القيام بأول تبادل لوجهات النظر بشأن علاقاتنا الثنائية، وبشأن رهانات السياسة الإقليمية في إطار مراجعة الاستراتيجيا التي تعتمدها الحكومة الإسرائيلية الجديدة حالياً». وأضاف أن «اللقاء سيكون فرصة للتذكير بتطلعاتنا، وخصوصاً إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة قبل نهاية عام 2009، تتعايش مع إسرائيل بسلام وأمان».
من جهته، أعلن مكتب ليبرمان أن الأخير سيقوم بجولة على دول أوروبية، من دون تحديد مواعيد، تقوده إلى إيطاليا وألمانيا وفرنسا وتشيكيا.