القاهرة ــ الأخبارلم تفلح حركتا «فتح» و«حماس»، خلال الجولة الثالثة من الحوار بينهما في القاهرة، من تذليل العقبات التي أجهضت الجولة الثانية، فأعلنت القاهرة إرجاءً جديداً «لمزيد من التشاور». إرجاء بدا كأنه بديل عن إعلان الفشل، قد يعود بجهود المصالحة إلى نقطة الصفر، رغم الدبلوماسية والإيجابية اللتين حاولت مصر و«فتح» التلويح بهما، في مقابل اتهام «حماس» للأخيرة بعرقلة الحوار.
وأعلن مسؤول مصري رفيع المستوى أن المباحثات التي عقدت في القاهرة بين «فتح» و«حماس» لمدة يومين، اختتمت بالاتفاق على استمرار الاتصالات المصرية مع جميع الفصائل والتنظيمات الفلسطينية خلال الفترة المقبلة، على أن يتم استئنافه في النصف الثاني من شهر نيسان الجاري، بين 21 و26 منه.
وسبق هذا الإعلان دعوة رئيس جهاز الاستخبارات المصري، عمر سليمان، خلال اجتماع عقده مع وفدي الحركتين، قبل أن يستأنفا محادثاتهما، إلى أن يحسما خلافاتهما «بأسرع وقت ممكن، من أجل رفع الحصار وإعادة الإعمار والعمل على توحيد الوطن الفلسطيني ومؤسسات السلطة، والإعداد للانتخابات المقبلة والتواصل مع كل العالم لخدمة القضايا الفلسطينية».
إلا أن «حماس» رفعت من سقف خطابها، معلنة أنه لم يتم تحديد موعد لاستئناف المحادثات، متهمة «فتح بعدم المرونة». وقال القيادي في الحركة، صلاح البردويل، إن «فتح أصرّت في الجولة الأخيرة من الحوار على آرائها السابقة وبدأت تتحدث عن خطوط حمراء، وترفض إعطاء أي مرونة، ما أدّى إلى تعليق جلسات الحوار». وأضاف أنها «بدأت تؤكد الالتزام بقرارات المنظمة والتزاماتها، وقالت إن إصلاح أجهزة الأمن في الضفة الغربية غير مطروحة بتاتاً على طاولة الحوار، والحديث عن الإصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط».
وأشار البردويل إلى أن «فتح تصرّ على أن تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه، من دون تشكيل إطار يضم الجميع حتى إصلاح المنظمة وإجراء الانتخابات».
في المقابل، قدم المتحدث باسم «فتح»، فهمي الزعارير، صورة إيجابية، قائلاً إن «الحوار لم يفشل»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن «القضايا الخلافية التي استحوذت على حوار معمق لم تحل ولم يتفق عليها بعد».
بدوره، قال المسؤول في «فتح»، نبيل شعث، إن «هناك اقتراحات جديدة خلّاقة تم تقديمها وتحتاج كل حركة إلى التشاور بشأنها مع قيادتها»، مضيفاً «اتفقنا على استئناف الحوار في موعد سيتم تحديده في وقت لاحق». ورفض الإجابة عن سؤال عما إذا كانت مصر هي التي طرحت هذه الأفكار، مؤكداً أنه «لا يمكن القول إن هذه الجولة من الحوار نجحت أو فشلت»، لكن «الروح كانت طيبة» أثناء الاجتماعات.
ورداً على سؤال عن سبب تعليق الحوار، أوضح شعث أنه «تم الاتفاق على هذا التأجيل بالاتفاق مع الإخوة في مصر لأن هذا التوقيت يناسبهم»، مشيراً إلى انشغالهم بملف تبادل الأسرى.
إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، رفض الرئيس محمود عباس استقالة رئيس وزرائه سلام فياض، وقال إنه سيبقى في منصبه «حتى تأليف حكومة جديدة».