الحسكة | سجّلت مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية»، أقلّ نسبة خسائر ناتجة من آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا؛ إذ اقتصرت الأضرار البسيطة هناك على المادّيات، فيما سُجّلت سبع إصابات، أربع منها في عين العرب، واثنتان في منبج شمال شرق حلب. وفي وقت كان يُنتظر فيه من «الإدارة الذاتية» في هذه المناطق، تسخير الآليات الثقيلة وسيّارات الإسعاف والمعدّات المختلفة للاستجابة للكارثة في مناطق الداخل السوري، اكتفت كلّ من «قسد» و»الذاتية» و»مسد» بإصدار برقيّات تعزية، وبيانات إعلامية فقط، مع محاولة استغلال الواقعة لجمع تبرّعات لنطاق سيطرتها فقط. وعلى رغم إبدائها الاستعداد التامّ لتقديم كلّ ما يَلزم لتجاوز ما خلّفه الزلزال ومساعدة المتضرّرين، «مع تقديم أيّ مساهمة في مجال الصحّة والمستشفيات والرعاية، والجاهزية لاستقبال المتضرّرين من خارج مناطق سيطرتنا»، إلّا أن ذلك الاستعداد ظلّ شكلياً فقط، من دون أن يُصاحبه أيّ تحرّك فعلي على الأرض. ولم تجرؤ «قسد»، إلى الآن، حتى على إبداء نيّتها فتْح معبر «سيمالكا» غير الشرعي مع كردستان العراق، لكلّ القوافل الراغبة في دخول الأراضي السورية، وكسْر الحصار المفروض على السوريين، على اعتبار أن هذا المعبر يُعدّ عملياً مستثنًى من العقوبات الدولية والأميركية. وفُسّر الموقف المتقدّم على أنه حرص على عدم اتّخاذ إجراءات تثير غضب الأميركيين، في ظلّ التشديد الأميركي على إبقاء الحصار الخارجي وحتى الداخلي مفروضاً على الحكومة، وعدم منْح أيّ استثناءات حتى عقب الكارثة الأحدث التي أصابت البلاد.
إبداء «قسد» استعدادها للإغاثة ظَلّ شكلياً فقط، من دون أن يُصاحبه أيّ تحرّك فعلي على الأرض


ولم تكتفِ «قسد» بذلك، بل عمدت إلى استغلال وصول عدد من الأهالي المتضرّرين، إلى مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي، من أجل إصدار بيان باسم «الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين»، دعت من خلاله «المنظّمات الدولية والجهات الإنسانية إلى فتْح الطرقات إلى منطقة الشهباء»، متّهِمةً «الحكومة السورية بمحاصرة مناطق سيطرتها في الشهباء، ما يؤثّر على تقديم المساعدة للمتضرّرين من الزلزال والقادمين إلى مناطقها». كما اكتفى «الهلال الأحمر الكردي»، التابع لـ»الذاتية»، بإصدار بيان، ناشد فيه «المنظّمات الدولية والإنسانية تقديم المساعدات العاجلة للمتضرّرين في شمال وشرق سوريا وحيَّي الشيخ مقصود والأشرفية في حلب»، لافتاً إلى أن «الزلزال أدّى إلى هزّات عنيفة في سوريا، وبالأخصّ في مناطق شمال شرق سوريا وحيَّي الشيخ مقصود ومدينة كوباني (مناطق سيطرة قسد)، راح ضحيّتها العشرات من الجرحى والشهداء...». ولاقى بيان «الهلال الكردي» استهجاناً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى اقتصار الخسائر في مناطق سيطرة «قسد» على عدد محدود من الجرحى، وخسائر مادّية محدودة، وتكفُّل الحكومة السورية بتقديم ما يَلزم من عمليات إغاثة لحيّ الشيخ مقصود، الذي توفّي فيه 6 أشخاص وأصيب 43 آخرون في انهيار بناء سكني داخله.
من جهتها، دعت محافظة الحسكة إلى اجتماع للفعاليات الاجتماعية والاقتصادية والخيرية في المحافظة، أَطلقت خلاله حملة لتقديم المساعدات المادّية للمتضرّرين من الزلزال، وصلت إلى 300 مليون في ساعاتها الأولى، مع توقّعات بتضاعُف المبلغ مرّتَين على الأقلّ. وترَافقت تلك الحملة مع عشرات المبادرات الأهلية لجمع مبالغ مادّية، وتجهيز قوافل مساعدات غذائية مُقدَّمة من أهالي المحافظة. وأكد محافظ الحسكة، لؤي صيوح، لـ»الأخبار»، أنه «على رغم الظروف الصعبة التي تعيشها المحافظة؛ نتيجة وجود الاحتلالَين الأميركي والتركي، إلّا أن المبادرات موجودة وفاعلة لإغاثة المتضرّرين من الزلزال المدمّر»، معتبراً «هذه المبادرات تأكيداً شعبياً على وحدة الدم والمصير لكلّ السوريين، وتمسّك أهل المحافظة بدولتهم، على رغم كلّ ممارسات الاحتلالَين الأميركي والتركي ومَن يأتمر بأمرهما في المنطقة».