كشفت ﺻﺤﻴﻔﺔ «ﻫﺂﺭﺗس»، أمس، أﻥ الولايات المتحدة زادت اخيراً ارساليات السلاح إلى المعارضة السورية، ورفعت من مستوى التدريبات للمتمردين على الأراضي الاردنية. وأكدت الصحيفة أن السلاح بات ينقل بصورة ممنهجة الى المعارضين السوريين، وهو يشمل «سلاحاً فتاكاً» موجّهاً إلى الجناح الأكثر اعتدالاً في المعارضة، مشيرة الى أن شحنات الأسلحة المنقولة في الفترة الأخيرة شملت أسلحة خفيفة وذخائر ﻭﺻوﺍﺭﻳﺦ مضادة للدروع، لكنها لفتت إلى أنّ الادارة الاميركية لا تزال، حتى الان، تمتنع عن نقل اسلحة دفاع جوي متطورة، ﺧﺸﻴﺔ ﺃﻥ تصل الى أيد أكثر تطرفاً في المعارضة، اذ من شأن ذلك ان يعرض سلامة الطيران المدني للخطر في الدول المجاورة لسوريا.
وأكدت «هآرتس»، أيضاً، أن السجال الداخلي لا يزال قائما في الولايات المتحدة منذ ثلاث سنوات، حول مقدار ومستوى التدخل المطلوب في «الحرب الاهلية» السورية، على الرغم من اعلان إدارة الرئيس باراك اوباما اخيراً أنها ستزوّد المعارضة السورية بأسلحة فتاكة محددة. وأشارت الى ان المواقف الصادرة عن اوباما ومساعديه، والداعية الى تنحية الاسد، لا ترافقها سوى مساعدات محدودة للمتمردين تقتصر على اﺟﻬﺰﺓ ﺍﺗﺼﺎل ومعونات لوجستية، من دون ان تشمل وسائل قتالية محددة.
الامتناع عن نقل السلاح إلى المعارضة، تضيف الصحيفة، اضر بصورة شديدة باحتمالات سيطرة المعارضين ميدانياً، وادى لاحقا الى تراجع المعارضة في القتال السوري، وخاصة في مواجهة القوات النظامية السورية التي حظيت بمساعدة واسعة من روسيا وايران وحزب الله، و«هذا الواقع تسبب بانتقادات شديدة للادارة الاميركية من قبل جهات جمهورية بارزة في مجلس الشيوخ الاميركي، وعدد من الدول الاوروبية والخليجية، التي طالبت بضرورة دعم اوسع للمتمردين»، اما لجهة الموقف الاسرائيلي، فأشارت «هآرتس» الى ان تل ابيب امتنعت عن التعبير عن موقفها الحقيقي تجاه التسليح، وخاصة في ظل وجود طرفي قتال معاديين لها في سوريا، اي الرئيس السوري بشار الاسد، والاجنحة المتطرفة في المعارضة.
في موازاة تسليح المعارضين المعتدلين، زاد الاميركيون من نشاطهم التدريبي ﻓﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮﺍﺕ التدريب القائمة في الاراضي الاردنية وفي دول اخرى في المنطقة. وبحسب هآرتس، يجري اعداد المقاتلين لخوض حرب عصابات، وتحديدا من المعارضين الاكثر اعتدالا، مضيفة ان رئيس وحدة الابحاث في الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، ايتي يرون، كان قد اشار الى ان نحو 120 الف متمرد يشاركون في القتال ضد الاسد، الا ان اغلبيتهم من الاسلاميين، وأن 20 في المئة منهم هم ﺍﻋﻀﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﻨﻈﻤﺎﺕ ﻣﻌﺘﺪﻟﺔ، لا يسعون الى تحقيق اهداف دينية.