لم تدم مدّة تعافي النشاط الزراعي في دير الزور بعد تحرير المحافظة من تنظيم "داعش"، طويلاً، قبل عودة الهموم إلى فلاحي الدير، وهذه المرّة من باب أزمة "كورونا". يخرج عبد الله السمير، من منزله الحجري الواقع في قرية الجفرة شرقي المدينة مع بزوغ الفجر متجهاً نحو أرضه وحاملاً معوله على ظهره، وهو الذي لم يفارقه منذ عشرات السنين. يقول السمير: "يعتمد دخلي على مردود ما أحصده من المحاصيل التي أزرعها... وهذا في حال نجاح المحصول وعدم اصابته بأي آفة أو إذا لم يُحرق". يصمت الرجل الخمسيني برهة، ويستأنف حديثه: "لكن كورونا آفة الموسم".
يبرز القلق لدى الفلاحين حيال زراعة القطن وجني محصول الشعير، مع الحاجة إلى الأيدي العاملة، وذلك يعني تجمعات بشرية غير مسموح بها حالياً. إذ بقيت الزراعة في دير الزور تعتمد بشكل ملحوظ على الأيدي العاملة أكثر من الوسائل الحديثة، وخاصة في الزراعات الموسمية مثل القمح والشعير والخضروات.
يعدد أبو أحمد في حديث إلى "الأخبار" العقبات الكثيرة التي تعترض عمل الفلاحين، قبل أن يشرح أن "السوق المحلية هي الوجهة الأولى والأخيرة" لمحاصيلهم. وبانتشار الفيروس، لا يزال مصير تلك المحاصيل وإمكانية تسويقها ضبابياً، على حد تعبيره.
"أترقب وأصدقائي من الفلاحين أخبار فايروس كورونا بفارغ الصبر لاكتشاف عقار أو لقاح ينهي هذه الآفة، لنعود ونزرع الذهب الأبيض في أراضينا" يقول أبو أحمد.
ووفق إحصائية حصلت عليها "الأخبار" من اتحاد فلاحي دير الزور، فقد بلغت المساحة المزروعة بمحصول القطن والقمح، 470500 هكتار لعام 2019.