لافروف: مهل «الدستورية» عودة إلى منطق تغيير النظام
وعلى المقلب الآخر، رحّب «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي بالإعلان الأميركي عن نشر «نقاط مراقبة»؛ ووصفه مستشار الرئاسة المشتركة للحزب، سيهانوك ديبو، بأنه «خطوة متقدمة لكنها غير كافية». وأوضح ديبو أن أهميتها تأتي من كونها «تنسجم وشراكة قوات سوريا الديموقراطية والتحالف الدولي ضد الإرهاب، وتؤسس لوضع آمن ومستقر في عموم سوريا؛ بتأثير مباشر على إنهاء داعش، ولاحقاً بتمثيل متوازن لمجلس سوريا الديموقراطية في العملية التفاوضية السورية». واعتبر وفق موقع الحزب الإلكتروني، أن الخطوة التي من شأنها «قطع الطريق الكلي لمنع تركيا من ارتكاب أي احتلال آخر» تتمثل في «إقامة منطقة حظر جويّ وبريّ على كامل شمال سوريا».
وبعيداً من شرق الفرات، تطرّق وزير الخارجية التركي في لقائه المتلفَز إلى تطبيق «اتفاق سوتشي» الخاص بمدينة إدلب. ورأى أن «هناك حاجة لاتخاذ تدابير أمنية إضافية على طول الطريقين M4 (اللاذقية ــــ حلب) وM5 (حماة ــــ حلب)»، مضيفاً أنه «يجري تنفيذ مذكرة التفاهم بوتيرة جيدة. غير أن الخطوات التي اتخذناها لن تُمكّننا من ضمان وقف دائم لإطلاق النار ما لم يتم إيجاد حل سياسي». الحديث عن تسريع مسار الحل السياسي عبر تشكيل «اللجنة الدستورية» في مهل ضيّقة، شغل أيضاً جانباً مهماً من حديث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمام «مؤتمر البحر المتوسط الرابع». إذ قال إن «أولئك الذين يلحّون على (المبعوث الأممي) ستيفان (دي ميستورا)، ويحدّدون موعداً نهائياً (لتشكيل اللجنة) ويقولون: هذه هي قائمتي ولا يهمني ما تفكرون به؛ يريدون شيئاً واحداً هو تقويض عملية أستانا والعودة إلى منطق تغيير النظام». وأشار إلى أنه «حين كان تنظيم الدولة الإسلامية قريباً من ضواحي دمشق في آب من العام 2015، لم يكن أحد يطالب المعارضة ببدء المفاوضات. ولكن بعد تغير الوضع على الأرض، بات الجميع يصرّ على الحكومة لبدء المفاوضات». ولفت في الوقت نفسه إلى «المنطق الغريب» الذي تستخدمه الولايات المتحدة الأميركية للافتراض أن «من المستحيل هزيمة داعش طالما أن (الرئيس السوري) بشار الأسد وإيران، موجودان هناك (في سوريا)». وفي السياق نفسه، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، إنه «تحت ذريعة قتال داعش، وكما قيل لنا لاحتواء إيران، تم إنشاء قاعدة عسكرية أميركية كبيرة في منطقة مهمة استراتيجياً، متاخمة للحدود السورية والعراقية والأردنية، قرب الطريق السريع الذي يربط بغداد ودمشق (قاعدة التنف). وهناك، وفقاً لروايات عدة من الشهود، تجري تدريبات متواصلة» لجماعات مسلحة.