على حدود محافظة القنيطرة، وقفت دبابات الجيش السوري، منذ يوم أمس، من دون أن تحاول التقدم باتجاه قرى المحافظة من جهة ريف درعا الشمالي الغربي، الذي بات الجيش يسيطر على معظمه. التوقّف هذا لا يحمل في طياته تغييراً في مشروع استعادة السيطرة على كامل المنطقة الجنوبية، مع الحدود كاملة، إلا أنه جاء على خلفية مفاوضات جدّية تجري بين القيادة السورية وفصائل قرى القنيطرة، التي لطالما اشتكت من «احتكار» قرار المنطقة الجنوبية من قبل فصائل مدينة درعا وريفها. بعدما سيطر الجيش السوري على التلال الحاكمة في الريف الشمالي الغربي لدرعا أمس، وبخاصة تلة الحارة والتلال المحيطة بها، بات واضحاً أن المنطقة بأسرها أصبحت ساقطة عسكرياً، ولا تحتاج إلا إلى تقدم القوات للدخول إليها، وهذا ما جرى في مدينة نوى التي كانت حتى صباح اليوم تحت سيطرة الفصائل، وبعدها انتشرت معلومات عن توصل الفصائل إلى اتفاق مع الجيش السوري يقضي بدخول عناصر الشرطة السورية إلى داخل المدينة. وقد تحدّثت تنسيقيات المسلّحين عن توصل فصائل الجيش الحر وروسيا إلى اتفاق في مدينة نوى، وذلك بحضور مندوب عن الجيش السوري. ونقلت التنسيقيات عن رئيس وفد التفاوض المعارض عن مدينة نوى المدعو مهران الضيا، قوله إنّ «الاتفاق ينص على استلام قوات الجيش السوري للنقاط والمقرات العسكرية في محيط مدينة نوى، شريطة تأمين مروره داخلها عند الحاجة، إضافةً إلى تسليم الجيش الحر لجزء من السلاح الثقيل والاحتفاظ بالباقي لتعزيز نقاط الاشتباك مع المجموعات المرتبطة بداعش، وبعد مدة لم تحدد بدقة تحصل تسوية وضع للشباب في المدينة مع تسليم كامل السلاح».

أزمة نازحي الحدود مع الأردن انتهت
من ناحية أخرى، أكدت وزارة الخارجية الروسية، «انتهاء أزمة النازحين السوريين عند الحدود مع الأردن»، مشيرة إلى أن «المساعدة في إتمام عودة اللاجئين يمكن أن تشكل أرضية مشتركة لكافة الدول المعنية بأزمة سوريا». وقالت المتحدثة باسم «الخارجية» الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال إيجاز صحافي، إن «الوضع الإنساني في درعا جنوب سوريا في تحسّن مستمر، تزامناً مع تحقيق الجيش السوري نجاحات على الأرض»، مشيرة إلى أن «جميع النازحين تقريباً عادوا من المنطقة الحدودية مع الأردن إلى منازلهم». وأضافت زاخاروفا أن «إنجاز الانتصار الإستراتيجي على الإرهاب في سوريا، وعودة الاستقرار إلى معظم أراضي البلاد، يمهّدان للشروع في العمل على تجاوز أحد أخطر تبعات النزاع السوري وهي قضية اللاجئين والنازحين، الذين يبلغ عددهم بحسب التقديرات الأممية، نحو 7 ملايين شخص».
وفي سياق متصل، قالت زخاروفا: «وفقاً للمعلومات المتاحة، يمكنني القول إن هناك معلومات عن وصول أعداد كبيرة من السيارات التي تقل أعضاء من ذوي الخوذ البيضاء إلى مدينة إدلب، وإضافة إلى ذلك ضم متخصصين كيميائيين». وأضافت زاخاروفا: «استطاع هؤلاء نقل كميات كبيرة من الأسلحة الصاروخية، لا شك في أن هذه الهدايا التذكارية، أي الصواريخ التي تم نقلها إلى إدلب، ستستخدم من قبل الخوذ البيضاء لأغراض ادعائية وغرضها فبركة أخبار وتلفيقات عن أن القوات السورية تقوم بقصف إدلب بالأسلحة الكيميائية». وتابعت قائلةً «لا يمكن استبعاد شيء، كحصول استفزازات واسعة النطاق مثلاً».
وفي أولى مراحل إجلاء أهالي بلدتَي الفوعا وكفريا في ريف إدلب، وصلت اليوم أكثر من مئة حافلة لإجلاء الآلاف من البلدتين المحاصرتين، وذلك في إطار اتفاق من المتوقع أن تطلق الحكومة السورية بموجبه سراح مئات المحتجزين. وبحسب وكالة «رويترز»، فقد قالت مصادر في المعارضة إن «مسؤولين من هيئة تحرير الشام، والحرس الثوري الإيراني، تفاوضوا على اتفاق نقل السكان من البلدتين». وقال مصدر من حلفاء الجيش السوري، ومصدر في المعارضة المسلحة لـ«رويترز»، إن «تركيا تشارك كذلك في العملية التي تجرى استناداً إلى اتفاق أبرم العام الماضي ولم ينفذ بالكامل».