بعد عام تقريباً على بدء ما عُرف بمحادثات أستانا، عُقدت أمس الأربعاء، في أنقرة، قمّة ثلاثية جمعت إضافة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني. الدول الثلاث الفاعلة في سوريا كانت قد بدأت، مطلع العام الماضي، عقد اجتماعات أستانا للوصول إلى تسوية سياسية للحرب في سوريا. تركيا مثّلت ونظّمت الفصائل المسلّحة وجرّتها إلى التفاوض مع الدولة السورية، التي بالتالي خاضت الحوار بشأن «مستقبل سوريا»، مدعومة من روسيا وإيران.في البيان الختامي لقمة اليوم، أكد رؤساء الدول الثلاث أن «صيغة أستانا هي المبادرة الدولية المؤثرة الوحيدة التي ساهمت في الحد من العنف في أنحاء سوريا، وكان لها دور في إرساء السلام والاستقرار في هذا البلد». كذلك، شدّد الرؤساء الثلاثة على عزمهم على «مواصلة التعاون للقضاء نهائياً على داعش وجبهة النصرة، وجميع العناصر والجماعات والتنظيمات والكيانات المرتبطة بالقاعدة أو داعش في سوريا». وأكدوا نجاح جهودهم الجماعية في إطار محاربة الإرهاب الدولي، و«ضرورة التمييز بين التنظيمات الإرهابية والمعارضة المسلّحة، التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار أو التي ستنضم لاحقاً، إذ إن ذلك يحظى بأكبر الأهمية من حيث الحدّ من الضحايا المدنيين».

في ما يلي أبرز النقاط التي وردت في البيان الختامي:
الرؤساء مستعدون لتقديم المساعدة لإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت ممكن.
محادثات أستانا لم تكن سوى مبادرة دولية فعّالة ساعدت في الحد من العنف في جميع أنحاء سوريا.
التأكيد على السيادة والاستقلال والوحدة السورية.
«مؤتمر الحوار الوطني السوري» الذي عُقد في 30 كانون الأول 2018 في سوتشي، كان معلماً مهماً في توفير الأرضية للعملية السياسية.
التمسك بمتابعة مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي اتفق فيه على تشكيل لجنة دستورية يدعمها الأمين العام للأمم المتحدة والمجتمع الدولي.
تسهيل البدء السريع للجنة الدستورية في جنيف، بمساعدة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا ستيفان دي ميستورا، وبالتنسيق بين الضامنين الثلاثة.
وقد عُقد في ختام القمة مؤتمر صحافي مشترك للرؤساء الثلاثة، أكّدوا فيه استمرار التعاون في ما بينهم للوصول إلى «تسوية سياسية» للحرب السورية.

أبرز ما قاله الرئيس التركي رجب طيب أردوغان:
الهدف من القمة الثلاثية هو إعادة إنشاء وإحياء سوريا يسودها السلام في أقرب وقت.
لن نسمح بأن يخيّم الظلام والسوداوية على مستقبل سوريا والمنطقة نتيجة تسلّط عدد من التنظيمات الإرهابية.
وحدة التراب السوري لا غنى عنها بالنسبة إلينا، وتركيا على استعداد للعمل مع روسيا وإيران لجعل تل رفعت منطقة مؤهلة كي يعيش فيها السوريون.
أي عقلية لا تقبل بتطابق أهداف «داعش»، والوحدات الكردية، و«قسد»، لا يمكنها خدمة السلام الدائم في سوريا.
تركيا لن تتوقف حتى يستتبّ الأمن في جميع المناطق التي يسيطر عليها التنظيمات الكردية، وعلى رأسها منبج.
جدد تأكيده على أنّ مسار أستانا ليس بديلاً لمحادثات جنيف، بل هو متمّم لها.

أبرز ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني:
أميركا أرادت استغلال الجماعات الإرهابية، من أمثال «داعش» و«جبهة النصرة»، كأدوات في المنطقة لتحقيق مصالحها الخاصة.
هؤلاء الإرهابيون استطاعوا سرقة نفط الشعوب وبيعه، وتدمير المتاحف وبيع الآثار التاريخية.
تم القضاء على وجود عصابات «داعش» الإرهابية، مشيراً إلى وجود فلولهم في بعض المناطق.
في مسار مكافحة الإرهاب عقد مؤتمر في أستانا قبل نحو 15 شهراً، وفيه بدأ نهج أدى إلى وقف إطلاق النار وخفض التوتر في أربع مناطق.
القمة الإيرانية ــ الروسية ــ التركية الأولى في سوتشي كانت نقطة انطلاق في تسوية الأزمة السورية.
أمامنا ثلاث مهمات أساسية هي: إحلال الأمن والاستقرار، وعودة اللاجئين، وإتاحة تقرير مصير سوريا من قبل السوريين أنفسهم.

بوتين: توحيد الجهود لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا(أ ف ب )

أبرز ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين:
المباحثات الثلاثية جرت في جوّ عملي وبنّاء. بحثنا النواحي الرئيسية للوضع في سوريا وتبادلنا الآراء بشأن الخطوات اللاحقة التي تهدف إلى ضمان تطبيع الأوضاع في هذا البلد لأمد طويل.
روسيا وتركيا وإيران ملتزمة بالمساهمة في تعزيز سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها. هذا الموقف المبدئي له أهمية خاصة اليوم على خلفية المحاولات المتزايدة لإشعال الخلافات الإثنية والطائفية في المجتمع السوري، وتقسيم البلاد مع الحفاظ على مخاطر النزاعات في الشرق الأوسط لسنوات طويلة.
اتفقنا على توسيع التعاون بيننا بشأن سوريا، وخصوصاً في إطار عملية أستانا، التي قد أثبتت فاعليتها، والتي تراجع بفضلها مستوى العنف في سوريا بشكل جذري.
اتفقنا على توحيد الجهود لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع في سوريا. يدور الحديث قبل كل شيء عن بناء منشآت البنية التحتية والمؤسسات العامة.
جرى التأكيد على منع تسييس ملف الوضع الإنساني، وعلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401.
كما يجدر الذكر أن الرؤساء الثلاثة اتفقوا على عقد القمّة المقبلة في العاصمة الإيرانية طهران.