جمعت «ملحمة حلب الكبرى» في سياق عملياتها 23 فصيلاً مسلحاً تحت قيادة «جيش الفتح»، ومن خلفها «جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة)، رغم وجود منافسة وصلت إلى حدّ العداوة بين تلك الفصائل، التي ترى في «فتح الشام» تنظيماً إلغائياً.ولأوّل مرّة، يُسجّل للفصائل المعارضة هذا «الائتلاف» الكبير في عملية واحدة، خصوصاً مع الترويج «التنسيقيات» لـ«أسود الاقتحامات» من «الحزب الإسلامي التركستاني» (مقاتلون صينيون) إلى جانب «الانغماسيين» من «فتح الشام» و«حركة أحرار الشام» و«فيلق الشام».
كذلك، كانت لافتة المشاركة الفعّالة للفصائل «المعتدلة» بحسب تصنيف واشنطن كـ«حركة نور الدين الزنكي»، مع تلك المصنفة «إرهابية» بحسب المعيار عينه. أما المفارقة الأخرى، فكانت تكاتف أعداء الأمس كـ«الفرقة 13» و«فتح الشام» جنباً إلى جنب في الخندق ذاته، فضلاً عن تبخّر المنافسة بين «جيش الإسلام» و«فتح الشام» وتحوّلها إلى وحدة حال في الميدان.
وحتى أمس، بلغت خسائر المسلحين 250 قتيلاً، بينهم قياديون من الصف الأوّل، إلى جانب مئات المصابين، فضلاً عن عشرات الآليات ومنصات الصواريخ وغرف العمليات، بالتوازي مع صمت «التركستاني» عن خسائره، التي تقدّر بالعشرات.
(الأخبار)