الحسكة | عاد الهدوء إلى كافة أحياء مدينة الحسكة، بعد عدّة أيام من الاشتباكات بين الجيش السوري وقوات «الدفاع الوطني» من جهة و«وحدات حماية الشعب» الكردية و«الأسايش» من جهة أخرى، وذلك إثر مساعٍ شعبية أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وكانت اشتباكات قد اندلعت بين الطرفين على خلفية خلاف على السيطرة على مبنى الإطفائية وسط المدينة. وتطوّرت الأمر إلى قصف متبادل في معظم أحياء المدينة، ما أدى إلى سقوط عدد من الضحايا في صفوف الطرفين وعدد من المدنيين.
وتوقفت الاشتباكات بين الطرفين، مساء أول أمس، بعد الاتفاق على هدنة تلتها اجتماعات بين ممثلي الطرفين، تمهّد لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الاشتباكات. وأكد مصدر مسؤول في الحسكة لـ«الأخبار»، أن «الجهود الشعبية والرسمية أفضت إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين تمهيداً لتبادل الأسرى بينهما». ولفت المصدر الانتباه إلى أن «الأمور تسير نحو الانفراج والتهدئة وإعادة الأمور إلى نصابها وإعادة الاستقرار إلى المدينة».
ولتأكيد عودة الحياة التدريجية إلى المدينة، جال المحافظ وقائد الشرطة على أسواق وأفران المدينة التي عاد بعض محالها للعمل، في محاولة منهم لتشجيع الأهالي على إعادة افتتاح محالهم وإعادة الحياة إليها.
وفي هذا السياق، قال محافظ الحسكة، محمد زعال العلي، لـ«الأخبار»، إن «الحياة بدأت تعود تدريجاً إلى أحياء مدينة الحسكة بعد نجاح المساعي في احتواء الفتنة وتطويقها ووقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أن ذلك «تزامن مع عودة المؤسسات الحكومية من مطاحن وأفران للعمل تلبية لاحتياجات المواطنين». وأكد أن «المحبة والألفة والوحدة الوطنية بين مكونات المحافظة موجودة وقديمة جداً وستبقى متينة ومعززة».
أعضاء «مجلس السلم الأهلي (مجلس شعبي يضم كافة أطياف المجتمع) الذين التقوا عدداً من مسؤولي الطرفين، في مساعٍ منهم لردم الخلافات بينهما وتقريب وجهات النظر، أكدوا لـ«الأخبار» أن «الطرفين مقتنعان بضرورة التهدئة، وأن هناك حرصاً كبيراً على إعادة الاستقرار إلى المدينة وتطويق المشكلة ونبذ الفتنة»، مشيرين في الوقت ذاته إلى أن «أهالي المدينة منعوا نشر الفتنة وأبدوا وعياً كبيراً لعدم الانجرار وراء مستغليها».
الهدوء الذي يسود المدينة يؤكد وجود اتفاق وصل إليه الطرفان. وفيما لم يوضحا أيّاً من بنوده، إلا أن المعلومات المتوافرة نقلاً عن مصادر أهلية مشاركة في التفاوض، تشير إلى أن «الاتفاق سيبدأ من خلال تسليم الأسرى بين الطرفين تمهيداً لإعادة الأمور إلى ما كانت عليه واحتواء الأزمة، مع التشديد على أن الطرفين متفقان على أن عدوّهم المشترك هو الإرهاب ومن الأفضل توجيه السلاح نحوه».
إلى ذلك، صدّت «الوحدات» الكردية هجوماً لـ«داعش» على قرية أم رقُبة على طريق الحسكة تل تمر، ما أدى إلى وقوع قتلى ومصابين في صفوف الطرفين. كما استهدفت مدفعية الجيش السوري تجمعات لـ«داعش» بالقرب من مفرق صديق ومزرعة أبو رهف في ريف الحسكة الغربي، فيما أقيم في مدينة القامشلي احتفال رسمي لمناسبة مرور عام على إعلان «الإدارة الذاتية الديموقرطية في مقاطعات الجزيرة (الحسكة) كوباني (عين العرب) عفرين»، التي أُعلنت بتاريخ 21-1-2014 بقيادة حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي وعشرة أحزاب أخرى.