بالتزامن مع التحليق المكثّف لطائرات الاستطلاع الروسية، نفّذت الطائرات الحربية الروسية سلسلة غارات في أرياف إدلب وحماة والرقة وحلب. ولليوم الثاني على طلعاتها الجوية، أسفرت الغارات عن تدمير معسكر تدريبٍ لـ«جبهة النصرة» في جبل حاس، بالقرب من بلدة كفرنبل جنوبي إدلب، وسقوط عدد من المسلحين الموجودين في داخله، حيث توجه عدد من السيارات لإجلاء القتلى والجرحى. وبالتوازي، أدّت غارة جوية أخرى على مستودع ذخيرة تحت الأرض، بالقرب من الجبل، إلى انفجار ضخم واندلاع حرائق لساعات عدّة.
من جهته، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن «المقاتلات الروسية نفذت مساء أمس 8 طلعات على 5 مواقع لداعش، بينها نقطة قيادية للمسلحين». وأضاف أنه «خلال اليوم (أمس) استمرت طائرات القوات الجوية الروسية بضرب البنى التحتية لداعش بطائرات سوخي 24م، وسوخي 25». وأشار إلى أن «سلاح الجو دمّر معسكر لتدريب مسلحي داعش في منطقة معرة النعمان في محافظة إدلب»، مؤكداً أن «مستودعاً للذخيرة انفجر بعد إصابته بشكل مباشر، وأن الأبنية والآليات الموجودة قربه قد دمرت بشكل كامل».
ولفت أيضاً إلى أنّ «أكثر من 50 طائرة ومروحية تشارك ضمن العملية العسكرية الروسية ضد داعش في سوريا»، مشيراً إلى أن «مجموعة من مشاة البحرية الروسية موجودة في سوريا لحماية القاعدة الجوية هناك».

بوتين: سقوط
ضحايا مدنيين بسبب الضربات في سوريا هو هجوم إعلامي

كذلك دمر سلاح الجو الروسي مراكز عدة متجاورة، تابعة للفصائل المسلحة، تقع ضمن حرج زراعي قرب بلدة كفرنبل، من دون أن ترد أيّ معلومات عن حصيلة القتلى. واستهدفت المقاتلات الروسية، بحسب مواقع معارضة، مواقع لـ«حركة أحرار الشام»، و«لواء صقور الجبل»، التابع لـ«الجيش الحر»، في منطقة خربة حاس أيضاً.
وفي هذا الإطار، اعترف القائد العسكري لـ«صقور الجبل»، النقيب المنشق أبو الليث، أن «طائرات روسية استهدفت معسكر تدريب تابع للواء في محيط بلدة كفرنبل»، مضيفاً أن «المقر تعرّض لغارتين بصواريخ شديدة الانفجار، سبّبتا دماراً كبيراً». واستنجد أبو الليث بالغرب، مقرّاً «بالحاجة الماسة لأسلحة نوعية، ليدافعوا بها عن أنفسهم والمدنيين».
وطالت الغارات الجوية أيضاً مقار للمجموعات المتشددة، قرب مدينة جسر الشغور، في ريف إدلب، ومن ضمنها مراكز للمجموعات الشيشانية و«الحزب الإسلامي التركستاني» و«جبهة النصرة». كذلك تعرضت مواقع «جيش الفتح» في بلدتي الزيارة وقسطون، في سهل الغاب، لغارات أدّت إلى تدمير عدد منها. من جهتها، أشارت مصادر محلية في الريف الإدلبي إلى حالة من التوتر أصابت المجموعات المسلحة في قرى جبل الزاوية ومعرة النعمان ومدينة إدلب عقب الغارات الروسية، إذ شهدت القرى والبلدات حركة كثيفة للآليات والسيارات المزودة بالرشاشات الثقيلة، وإعلان حالة «الاستنفار القصوى»، وإخلاء مستودعات الذخيرة وإنزال رايات «النصرة» والفصائل الموالية لها.
وذكرت المصادر أنه تم الإيعاز إلى الفصائل بنقل معظم المستودعات والأسلحة الثقيلة إلى القرى الحدودية مع تركيا والجبال، وعدم تجمع العناصر المسلحين في مكان واحد. وأفادت معظم المواقع الاعلامية المعارضة أنّ الغارات استهدفت مناطق سكنية وذهب ضحيتها مدنيون، إلا أن معظم المصادر الميدانية أكدت لـ«الأخبار» أن الغارات الجوية في ريف إدلب استهدفت مواقع المسلحين في محيط القرى المأهولة، باستثناء مدينة جسر الشغور، فقد أغارت الطائرات على مقار «جيش الفتح» داخل المدينة، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين في المحيط.
وفي السياق، رأى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن «تقارير بعض الوسائل الإعلامية الغربية حول سقوط ضحايا مدنيين بسبب الضربات في سوريا هو هجوم إعلامي»، مشيراً إلى أن موسكو مستعدة للحرب الإعلامية بشأن عمليتها في سوريا، لافتاً إلى «المعلومات الأولى عن سقوط ضحايا مدنيين توافرت حتى قبل إقلاع طائراتنا». واستهدفت الطائرات الحربية الروسية أيضاً مقار ومخازن أسلحة في قرية الحواش عند سفح جبل الزاوية، في ريف حماة الغربي، وبلجة السعن الحموية. كذلك طالت الغارات أيضاً مواقع عدّة في مدينة خان شيخون في الريف الإدلبي، ومطار الطبقة ومزرعة العجراوي في ريف الرقة، كذلك قصفت الطائرات، ليل أمس، تجمعات للمسلحين في مدينة دارة عزة جنوب غرب حلب.
وفي سياق منفصل، طلبت «وحدات حماية الشعب» الكردية من روسيا تقديم «الدعم العسكري والسلاح لهم، والتنسيق معهم ضد داعش، إضافةً إلى استهداف مواقع جبهة النصرة في سوريا».
الى ذلك, أعلنت وكالة «سانا» عن شنّ الطائرات الحربية الروسية غارات جوية جديدة مستهدفة 12 موقعاً لتنظيم «داعش» في حمص وحماة وإدلب، في إطار الاتفاق بين السوري ــ الروسي للقضاء على «داعش». وقالت إن الغارات أدّت إلى تدمير مقر للقيادة ومخزن للذخائر في إدلب ومقر قيادة في حماة، إضافة الى تدمير مصنع خاص بصناعة المتفجرات والذخائر في شمال مدينة حمص، موضحة أن «هذا المصنع بالذات شهد تفخيخ السيارات واستخدامها لتنفيذ عمليات إرهابية على أيدي انتحاريين».