(أ ف ب )
أعرب مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت عن أسفه للأجواء «غير العادية» بعد رشقه بأكواب الجعة، وإطلاق صيحات الاستهجان على لاعبي منتخب الأسود الثلاثة، عقب التعادل السلبي الباهت مع سلوفينيا مساء أمس الثلاثاء في كولن، ضمن الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الثالثة ضمن كأس أوروبا لكرة القدم المقامة في ألمانيا.
وأنهى رجال ساوثغيت منافسات الدور الأول في صدارة المجموعة برصيد خمس نقاط رغم الأداء المخيب للمرة الثالثة على التوالي (فوز صعب على صربيا 1-0 وتعادل مع الدنمارك 1-1) والذي قوبل بازدراء من جماهيره في كولن. وبينما احتفل لاعبو وجماهير سلوفينيا بشكل صاخب في الطرف الآخر من الملعب بعد تأهلهم التاريخي إلى ثمن النهائي للمرة الأولى، قوبل ساوثغيت ولاعبوه بصيحات استهجان عندما توجهوا نحو جماهير إنكلترا.
واستُهدِف ساوثغيت بأكواب الجعة التي أخطأت مدرب الأسود الثلاثة، لكنها تركت انطباعاً واضحاً على نفسيته، وخصوصاً أنها جاءت بعد أيام عدة من الانتقادات من طرف لاعبين إنكليز سابقين عقب التعادل المخيب أمام الدنمارك (1-1) في الجولة الثانية، ما يزيد من حدتها عشية ثمن النهائي.
وقال ساوثغيت، مناشداً جماهير إنكلترا لخلق أجواء إيجابية حول المنتخب: «لم أر أي منتخب آخر يتأهل ويتلقى رد فعل مماثل. أنا فخور جداً باللاعبين على الطريقة التي يتعاملون بها مع الأمور». وأضاف: «حافظ اللاعبون على رباطة جأشهم في المباراة عندما دخلوا إليها في أجواء مليئة بالتحديات حقاً. لقد أعادني ذلك إلى الأيام التي كنت ألعب فيها مع منتخب إنكلترا». وتابع: «أنا سعيد جداً بوجودي هنا، لن ننجح إلا إذا كنا معاً ومتحدين، وظيفتي هي توجيه الفريق خلال هذا الأمر لتحقيق أقصى استفادة ذلك والبقاء على المسار الصحيح».
وزعم ساوثغيت أن النجاح النسبي الذي حققته إنكلترا أثناء مدة ولايته التي استمرت ثماني سنوات والتي تضمنت حصوله على المركز الثاني في كأس أوروبا الأخيرة والخروج من نصف نهائي مونديال 2018، خلق توقعات بأن منتخب بلاده يخيب الآمال في الوقت الحالي. وقال عندما سئل عن سبب تغير المزاج في المدرجات: «أعتقد أنه ربما كان متوقعاً. لقد جعلنا إنكلترا ممتعة مرة أخرى على مدى السنوات الست الماضية. لقد كان الأمر ممتعاً للاعبين وعلينا أن نكون حريصين جداً على أن يظل الأمر على هذا النحو». وألمح ساوثغيت الذي ينتهي عقده في نهاية هذا العام، إلى أنه سيترك تدريب إنكلترا إذا لم يفز بكأس أوروبا. لكنه كان مصراً على أن يظل في حالة ذهنية إيجابية رغم وابل السلبية المحيطة بالمشوار المتعثّر لإنكلترا. وقال: «أنا في مكان جيد حقاً. أطلب من اللاعبين أن يكونوا شجعاناً، ولن أتراجع عن توجيه الشكر إلى الجماهير. لقد كان المشجعون استثنائيين مع المنتخب في الشوط الثاني، وهذا يحدث الفارق. من المهم جداً أن يبقوا مع المنتخب بغض النظر عن شعورهم تجاهي. لقد كنت قريباً من منتخب إنكلترا لمدة 20 عاماً. لقد رأيت ذلك. أفهم ذلك».
وفاز منتخب الأسود الثلاثة بشق الأنفس في اثنتين فقط من مبارياته الثماني الأخيرة، وسجل هدفين فقط في مبارياته الثلاث في كأس أوروبا.