من جهته، لم يجد المدرب سولشاير التوليفة المناسبة في مانشستر يونايتد حتى الآن. فرغم مرور 10 جولات، لم يستقر المدرب النرويجي على تشكيلة محدّدة. جاء رافاييل فاران وجايدين سانشو وكريستيانو رونالدو في فترة الانتقالات الصيفية، لكنّ هذا الأخير هو من تمكّن من تثبيت قدميه في التشكيلة الأساسية. الفريق كان تائهاً في أكثر من لقاء، محلياً وأوروبياً، وقد تمكّن رونالدو من إنقاذه في أكثر من مناسبة، عبر تسجيله الأهداف في الدقائق الأخيرة.
لم يجد المدرب أولي غونار سولشاير التوليفة المناسبة في مانشستر يونايتد حتى الآن
التخبّط المستمر في الأداء والنتائج جعل سولشاير معرّضاً للإقالة بحسب ما شاع في الوسط الرياضي خاصةً بعد خسارة الفريق«المذلة» على أرضه أمام غريمه الأزلي ليفربول بخمسة أهداف نظيفة، لكن ذلك لم يحدث. وبعد تلك «الفضيحة» استعاد اليونايتد شيئاً من توازنه بالفوز على أرض توتنهام بثلاثة أهداف نظيفة (أسفرت تلك المباراة عن إقالة مدرب توتنهام نونو سانتو وتعيين أنطونيو كونتي)، ثم التعادل على أرض أتالانتا في الدقائق الأخيرة. يمتلك مانشستر يونايتد أسماءً لامعة تخوّله المنافسة على مختلف البطولات، لكنّ سوء الاستمرارية في النسق العالي يحول دون ذلك. ومع تغيير خطة اللعب في المباراتين الأخيرتين إلى 3 مدافعين في الخلف، يبدو يونايتد أكثر توازناً.
هناك مخاوف من إصابة رافاييل فاران وفيكتور ليندلوف وعدم عودتهما في الوقت المناسب إلى المباراة المرتقبة، الأمر الذي يجعل إيريك بايلي، الذي تألق أمام أتالانتا، مرشحاً فوق العادة للبدء أمام السيتي.
قرار رئيسي آخر ينتظر سولشاير، يتمثّل بالمفاضلة بين اللاعبين المتألقين للمشاركة. قدّم لاعب خط الوسط الهولندي دوني فان دي بيك أداءً لافتاً بعد أن دخل من على مقاعد البدلاء أمام أتالانتا في منتصف الأسبوع، حيث ساهم في بناء هدف التعادل الثاني لكريستيانو رونالدو، الأمر الذي يثير التساؤل حول مدى تمسك المدرب بخط وسط مؤلف من فريد وسكوت ماكتوميناي. وبغضّ النظر إن لعب سولشاير في خطة مؤلفة من مدافعَين أو ثلاثة، سيكون من المنطقي البدء بإدينسون كافاني إلى جانب رونالدو في خط المقدمة، نظراً إلى النجاح الكبير الذي حقّقه اللاعبان ضد توتنهام في نهاية الأسبوع الماضي.
وبلغة الأرقام لُعب ديربي مانشستر 185 مرة قبل ذلك، وهو أحد أكثر الديربيات شهرةً في عالم كرة القدم. يتفوّق الشياطين الحمر بـ77 انتصاراً مقابل 55 للسيتي، بينما انتهت 53 مباراة بالتعادل بينهما، فلمن الغلبة في لقاء الغد؟
كونتي يُشعل المنافسة
بعد إقالة المدرب نونو سانتو، قامت إدارة توتنهام بالتوقيع مع المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي، ليشرف بذلك على فريق لندني جديد بعد تجربةٍ ناجحة عرفها مع تشيلسي.
عودة أنطونيو كونتي أدخلته بسرعة إلى قائمة المدربين البارزين الذين يعملون الآن في الدوري الإنكليزي الممتاز، إلى جانب كل من بيب غوارديولا، يورغن كلوب وتوماس توخيل، الأمر الذي ينبئ بمواجهات من العيار الثقيل.
تدل السرعة التي تم بها إتمام الصفقة على العلاقة المتينة التي تجمع كونتي بالمدير الإداري فابيو باراتيشي، حيث عمل الطرفان معاً قبل بضع سنوات في يوفنتوس. تنتظر كونتي مهمة صعبة في توتنهام نظراً إلى عدم امتلاء التشكيلة بالأسماء اللامعة، لكنّ ذلك لن يكون عائقاً بالنظر إلى نجاح الإيطالي المحنّك أينما ذهب، فقد ساهم بإعادة مجد يوفنتوس، كما تألّق رفقة المنتخب الإيطالي وتوّج تشيلسي بلقب «البريمرليغ» دون إغفال إعادته إنتر ميلانو إلى منصة الألقاب المحلية بعد تتويجه بطلاً للدوري الإيطالي في الموسم الماضي. سيحاول كونتي جاهداً احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في الدوري هذا الموسم، على أن يحوّل توتنهام إلى فريق منافس على الدوري بعد قيامه بسوق انتقالات وفترة تحضير في الصيف. الموسم المقبل يعد بالكثير من الآن بالنظر إلى حنكة كونتي وشخصيته المثيرة للجدل، وسيكون من المنتظر مشاهدة مباريات فريق المدرب الإيطالي ضد باقي مدربي النخبة.