تصادف اليوم الذكرى المئوية لتأسيس نادي ليدز يونايتد الإنكليزي. النادي الذي يعتبر من أعرق فرق الدوري الإنكليزي، ينافس حالياً في بطولة الدرجة الأولى. ليدز الذي تُوّج بلقب الـ«بريميرليغ» في 3 مناسبات واحتل وصافته 5 مرات إلى جانب وصافته لبطولة دوري أبطال أوروبا، فشل في تحقيق أيّ إنجاز يذكر على مدى الـ26 سنة الفائتة. إلا أنّ الأمور على وشك التغيير، إذ يبدو أنّ جهاز قطر للاستثمار الرياضي بقيادة ناصر الخليفي يسعى خلف النادي الإنكليزي لإعادته نحو المجد الذي يفتقده.كشف أندريا بادريزاني رئيس ليدز يونايتد في إحدى مقابلاته مع صحيفة «ذا تايمز» الإنكليزية أنّ رئيس نادي باريس سان جيرمان قدم عرضاً له، يهدف إلى حصول الخليفي وجهازه الاستثماري على حقوق امتلاك نادي ليدز، مشيراً إلى أن إدارة الأخير تقيّم هذا العرض في الوقت الحالي. ولفت بادريزاني إلى أنّ هناك صداقة وعلاقة طيبة تجمعه برجل الأعمال القطري منذ وقت طويل، لذا فهو يرى أنّ الخليفي «قادر على قيادة هذا النادي لمنافسة مانشستر سيتي، ويُعد هذا الأمر فرصة رائعة بالنسبة لجماهير الفريق». كما كشف رجل الأعمال الإيطالي أنه حصل على أكثر من 20 عرضاً استثمارياً لتطوير النادي، إلّا أنه اختار عرض الخليفي، إلى جانب عرضَين آخرين قيد الدراسة، أحدهما من أحد مشجعي ليدز، وعرض من جهة تملك نادي كرة قدم إيطالي.
منذ أن هبط ليدز يونايتد من الدوري الإنكليزي الممتاز قبل 14 عاماً، بدأ يتخبط بسبب الأزمات المالية. الفريق الذي كان يقدم أداءً مميزاً خلال سبعينيات القرن الماضي، أصبح أفضل إنجازاته هو الصعود من دوري الدرجة الثالثة. لذا، ومن أجل إعادة بناء النادي وضمان عودته إلى مصافِ الكبار، كان لا بدّ من البحث عن عروض استثمارية لتطويره وتأهيله من جديد بما يتناسب مع تاريخه. ويعدّ النادي الإنكليزي أحد أكبر المرشحين للفوز بدوري الدرجة الأولى هذا الموسم، لا سيما أنه اعتلى صدارة جدول ترتيب الدوري طوال الموسم الماضي تحت قيادة الأرجنتيني مارسيلو بيلسا، قبل أن يتعثّر في الأمتار الأخيرة ويفشل في الصعود إلى الدوري الممتاز.
كان جهاز قطر للاستثمارات يتطلع للدخول في منافسات «البريمير ليغ» في العامين الأخيرين


في المقابل، يرغب جهاز قطر للاستثمارات في الحصول على حصة مسيطرة في النادي الإنكليزي بصفقة قد تكون بوابة قطر لدخول كرة القدم الإنكليزية. ويمتلك الجهاز القطري العديد من المشاريع الكبرى حول العالم، والتي يعدّ نادي باريس سان جيرمان أهمها. ورغم النجاح المحلّي الذي يحققه النادي الباريسي، إلّا أنّ هذا لا يعدّ كافياً بالنسبة إلى الملّاك القطريين. أنفق الخليفي ما يزيد عن المليار يورو (منذ 2011) أملاً بالتتويج بدوري أبطال أوروبا، إلا أنّ قطافه الأوروبي بقي صفراً بعد 8 أعوام. فشل القطريين المستمر في المنافسة الأوروبية وعجز النادي الفرنسي عن تجاوز ربع نهائي دوري الأبطال، جعلهم يحوّلون جهودهم إلى الاستثمار في مشروع جديد.
لذلك، كان الجهاز القطري يتطلع للدخول في منافسات «البريمير ليغ» في العامين الأخيرين، تحديداً وأنّ الإمارات العربية المتحدة تمتلك حصة الأسد من الاستثمار الخليجي في الأندية الإنكليزية. وكان الشيخ منصور بن زايد آل نهيان رئيس شركة أبو ظبي للتطوير والاستثمار قد اشترى نادي مانشستر سيتي أواخر صيف عام 2008، وتمكن من قطف ثمار عملية إعادة البناء الطويلة للنادي، لينجح السيتي في فرض سطوته أخيراً على الدوري المحلي. بطبيعة الحال، تسعى قطر لمنافسة الإمارات وفرض حضورها أيضاً في الدوري الإنكليزي، ولا ترى طريقة أفضل من شراء نادي مثل ليدز يونايتد والنهوض به من جديد لمنافسة السيتي بعد عدة سنوات ربما على لقب الدوري، أو حتى ترك بصمة في البطولات الأوروبية. وكان نادي توتنغهام فورست الإنكليزي من أبرز الأسماء المطروحة للاستثمار من قبل القطريين، إلا أنّ جهودهم الآن تنصبّ لخطف صفقة ليدز يونايتد التي ستفتح أمامهم الباب للانضمام إلى عالم الكرة الإنكليزية، في وقت قد تساهم الأموال القطرية في إحياء المارد الإنكليزي من جديد.