الجميع في إسبانيا وخارجَها يتحدّث عن نهاية حقبة في مدريد. النادي الملكي خرج بصورة «مذلّة» من دوري أبطال أوروبا. أصابع الاتهام وجّهت نحو المدرب سانتياغو سولاري. الأخير تقول الصحافة الإسبانيّة إنه الحلقة الأضعف في النادي، فبالتالي سيكون هو «كبش الفداء». تناقلت الصحف والبرامج الرياضيّة الإسبانيّة أخباراً مفادها أن سولاري غير قادر على إكمال الموسم، بعد الخيبات الأخيرة. الصحافي الإسباني الموثوق جوسيب بيدريرول، وهو مقدم برنامجين تلفزيونيين هما الأشهر في إسبانيا، «شيرينغيتو وخوغونيس»، أكّد أن إدارة النادي الملكي تواصلت مع المدرب السابق زين الدين زيدان، وطلبت منه العودة بصلاحيات كاملة، لتصحيح المسار. ولكن المدرب الفرنسي رفض العرض، مؤكداً أنه غير جاهز في الوقت الحالي، ويمكن أن يشرف على النادي ابتداءً من الصيف المقبل. بعد رفض زيدان قال بيدريرول إن الرئيس فلورونتينو بيريز سيلجأ إلى الخطة البديلة، وهي التواصل مع المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، وخاصة أن الأخير غازل النادي الملكي خلال الأسابيع الأخيرة، وتحدّث بإيجابية عن ريال مدريد في مقابلة مع الصحافي الإسباني نفسه، أجراها أوّل من أمس.
كان سيرجيو راموس يصوّر فيلماً عن نفسه وهو يشاهد المباراة من مقصورته

إذاً هي مرحلة انتقاليّة يعيشها نادي ريال مدريد، ولكن اللافت أن الإعلام الإسباني لا يهاجم اللاعبين والرئيس بصورة مباشرة وقويّة، بل لجأ إلى التصويب على المدرّب. الأخير يتحمّل جزءاً من المسؤولية، وهذا واضح بالنسبة إلى الجميع، ولكن المسؤولية الأكبر يجب أن يتحملها اللاعبون الذي يظهرون في الملعب بلا روح، وكذلك الإدارة وعلى رأسها فلورونتينو بيريز التي اتخذت قرار إخراج كريستيانو رونالدو من البيرنابيو. الجماهير أطلقت صفاراتها على الويلزي غاريث بايل، الذي لا يقدم أي شيء يذكر في الملعب، وكذلك طالت الصفارات كارفاخال، وهذا دليل على تقاعس اللاعبين. والصادم في موضوع اللاعبين كان ما كشفه الصحافي جوسيب بيدريرول، عن أن قائد الفريق، الذي تلقى إنذاراً متعمداً في مباراة ذهاب دور الـ16 أمام أياكس أمستردام، لكي يغيب عن مباراة الإياب، كان يصوّر جزءاً من فيلم يتحدّث عن نفسه (سيرة ذاتية) وهو جالس في مقصورته على مدرجات البيرنابيو. الصحافي الإسباني قال إن راموس لم يتوقف عن تصوير الفيلم، حتى عندما كانت شباك الريال تتلقى الأهداف. وقال الصحافي بلهجة غاضبة وتحمل الكثير من النقد، «راموس يصور فيلماً عن نفسه على إحدى شرفات البيرنابيو، بينما الريال يسقط منهزماً. سيكون فيلماً رائعاً». إذا كان هذا هو قائد الفريق، فلا أحد يلام في كتيبة سولاري.
هي صورة قدمها الإعلام الإسباني عن ريال مدريد، والظروف الصعبة التي يمر بها نادي القرن، وصاحب الرقم القياسي بعدد الألقاب الأوروبيّة. إنه زلزال يضرب مدريد، والمسؤولية الأولى تقع على اللاعبين، وبعدهم الإدارة، قبل أي أحد آخر.