هكذا جاء الخبر، وكأنّه كغيره من الأخبار. لا الأمر مختلف هنا. لم ينتظر نادي العاصمة الإسبانية ليكتب بيانه الرسمي شاكراً فيه رونالدو على السنوات التي قضاها بين أسوار ملعب «سانتياغو بيرنابيو». وجاء في البيان: «وفقاً لإرادة وطلب اللاعب، قررت إدارة النادي الموافقة على رحيل رونالدو إلى يوفنتوس. نود أن نعلن امتناننا للاعب الذي أثبت أنه الأفضل في العالم. رونالدو سيكون دائماً أحد رموز ريال مدريد وقدوة للأجيال القادمة، ريال مدريد سيكون دائماً بيتك. بعيداً عن الفوز بالبطولات والألقاب الفردية لقد أثبت رونالدو طوال تسع سنوات مدى جديته في العمل وتحمل المسؤولية والتطور. أصبح أيضاً الهداف التاريخي للنادي مع فوزه بـ16 لقباً».
وافق ريال مدريد على انتقال رونالدو إلى يوفنتوس مقابل 105 ملايين يورو
القصّة بدأت مع تصريح النجم البرتغالي عقب المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا التي فاز فيها ريال مدريد على ليفربول. تصريح أشعل مواقع التواصل الاجتماعي والصحف التي تنتظر مثل هذا النوع من الكلام لتتناوله على نطاق واسع. حينها قال رونالدو: «لقد استمتعت بوقتي مع هذا النادي العريق، ريال مدريد دائماً سيبقى في قلبي». بعد تصريح كهذا، بدأت الإشاعات تأتي من هنا وهناك، هل سيرحل رونالدو؟ هل الرئيس فلورنتينو بيريز لم يعطه ما كان يريده؟ أسئلة رفض حامل كأس أوروبا الإجابة عنها.
كان رونالدو في انتظار نهاية مسيرته مع منتخب بلاده البرتغال في كأس العالم، ليفصح عن النهاية. تلك النهاية التي اتجهت كالسهم إلى قلوب عشّاقه من محبي الريال. سيرتدي كريستيانو ألواناً لم يعتد عليها، الأسود والأبيض، ألوان فريق طفولته (صرّح بعد نهاية المباراة مع يوفنتوس في ربع نهائي دوري الأبطال بأن النادي الإيطالي كان ناديه المفضل في الطفولة). الجميع كان يعتبر القضية كنوع من «الدلع» من قبل النجم البرتغالي، ليضغط على الإدارة الملكية لتجديد عقده ورفع راتبه. لكن علاقة رونالدو وبيريز لم تكن على ما يرام في الأعوام الماضية، وهذا الأمر بدا واضحاً أخيراً. أما السبب فيعود بالأساس إلى العلاقة السيئة بين وكيل أعمال اللاعب البرتغالي جورجي منديش ورئيس النادي الملكي. علاقة سيّئة أدّت إلى نتيجة أسوأ، إلى نتيجة تتطلّب التضحية بأفضل لاعب في العالم. النجم الذي لطالما أعطى الفريق كل ما لديه، هدّاف دوري الأبطال التاريخي، هدّاف الدوري الإسباني في اكثر من مناسبة، وأفضل لاعب في العالم خمس مرّات.
يوفنتوس سعيد، الدوري الإيطالي يعيش، مدريد تنتحب وإسبانيا متفاجئة وتسأل عن مستقبل «الليغا» و«الكلاسيكو».