تعتبر بطولة كوبا أميركا أو كما تُعرف بمسماها القديم بطولة أميركا الجنوبية، أقدم مسابقة كرة قدم دولية في العالم. يشمل نظام المسابقة 12منتخباً، تتنافس على اللقب طيلة شهرٍ كامل، ولأن اتّحاد أميركا الجنوبية لا يملك سوى عشرة أعضاء، تتم دعوة منتخبين ينضويان تحت عباءة الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم) لكي يكتمل العدد. كانت المكسيك ضيفاً ثابتاً في البطولات العشر السابقة، غير أنها غابت هذه المرة تاركةً مقعدها لقطر، مستضيفة كأس العالم 2022، إضافة إلى اليابان، من دون توضيحٍ رسمي من الاتحاد المكسيكي، وهو ما طرح العديد من التساؤلات.تقام بطولة كوبا أميركا هذا العام بين 15 حزيران/يونيو و17 تموز/يوليو، وذلك بعد أسبوع على انتهاء دوري الأمم الأوروبية، كما أنها تتقاطع مع بطولة الأمم الأفريقية. ومع عدم انشغال أي من اليابان وقطر في استحقاقاتٍ دولية خلال هذه الفترة، شكل المنتخبان خيارين مثاليين لكوبا أميركا 2019، إن كان لناحية عراقة منتخب اليابان، أو ثقل قطر الكروي أخيراً، والذي ظهر بشكل واضح في كأس آسيا (الإمارات 2019). سبق لليابان المشاركة مرة واحدة في كوبا أميركا بنسخة عام 1999، وحقّقت حينها نقطة واحدة في المجموعة لتخرج من الدور الأول، فيما ستصبح قطر أول دولة عربية تشارك في البطولة القارية، إذ لم يسبق لاتحاد أميركا الجنوبية «كونميبول» توجيه الدعوة إلى أي دولة عربية سابقاً.
لطالما زيّنت المكسيك بطولة كوبا أميركا، إن كان لقوتها الفنية وتنافسيتها التاريخية مع العديد من الفرق المشاركة في البطولة، أو لجماهيرها التي كانت تضفي إيقاعاً جميلاً على مدرجات الملاعب. سبق للمنتخب المكسيكي أن ظهر في جميع النسخ منذ 1993، بواقع 10 مشاركات، يليه منتخب كوستاريكا الذي شارك في 5 مناسبات، وفي هذا دلالة واضحة على أن عدم اشتراك المكسيك سيضعف البطولة، أقله من الناحية الجمالية للعب.
هناك خلاف بين اتحاد امريكا الجنوبية والاتحاد المكسيكي لكرة القدم


أسباب كثيرة جرى الحديث عنها حيال غياب المكسيك عن هذه البطولة، ولكن يبقى الأقرب إلى المنطق هو الخلاف الحاصل بين اتحاد أميركا الجنوبية والاتحاد المكسيكي لكرة القدم، وذلك على خلفية عدم دعم الأول لملف كندا ـ المكسيك ـ الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم 2026، والتصويت لملف المغرب. هذا الأمر لم يلقَ استحساناً من قبل المكسيكيين. وكان الخلاف قد بدأ حين قام الاتحاد المكسيكي بسحب فريقه المشارك في بطولة أميركا الجنوبية للأندية «كوبا ليبرتادوريس» بحجة أن التوقيت الجديد للبطولة لا يناسب الأندية المكسيكية. وتحدث الاتحاد المكسيكي في وقت سابق عن قرار المقاطعة، معتبراً أن هذه البطولة ستؤثر على مشاركات خارجية أخرى للمنتخب، وعلى الدوري المحلي.
وفي تعليق له أوضح رئيس اتحاد أميركا الجنوبية، أليخاندرو دومينغيز، أسباب ما وصفت بـ«الفوضى» المحيطة بغياب المكسيك عن كوبا أميركا 2019، وذلك خلال حديثه في المؤتمر التاسع والستين لاتحاد أميركا الجنوبية لكرة القدم. وقال دومينغيز، «أريد أن أكون واضحاً، وجه كونيمبول دعوات إلى المكسيك والولايات المتحدة من خلال كونكاكاف، لكننا لم نتلقَّ رداً من أي نوع». وأضاف «من غير المعروف لنا سبب عدم وجود رد. لم يكن لدى المنظمة مزيد من الوقت للانتظار، وكان من المقرّر أن تقام البطولة مع 12 فريقاً».
جهات أخرى دخلت على الخط، معتبرة أن عدم اشتراك المكسيك في البطولة سببه انشغالها في استحقاقاتٍ قارية أخرى، إذ تقام كوبا أميركا هذا العام في وقتٍ قريبٍ من بطولة كونكاكاف، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إصابة اللاعبين بالإجهاد، غير أن التشكيلة الاحتياطية التي أعلنتها المكسيك للمشاركة في الكونكاكاف أثبتت أن تضارب الوقت والإجهاد ليسا السببين وراء عدم تلبية المنتخب المكسيكي للدعوة.
وبين هذا وذاك، يبقى الأقرب إلى المنطق هو الخلاف الذي بدأ في بطولة كوبا ليبرتادوريس، وانسحب إلى دعم ملف غير الملف المكسيكي لاستضافة كأس العالم، والأكيد أن تداعياته لن تقتصر على عدم المشاركة في هذه البطولة القارية فقط. هكذا، تكون الدول الـ12 المشاركة في كوبا أميركا 2019 هي: البرازيل، الأرجنتين، أوروغواي، باراغواي، بيرو، بوليفيا، فنزويلا، كولومبيا، الإكوادور، تشيلي، اليابان، قطر.