لم يكن تألّق المنتخب اللبناني لكرة السلة عبر وصوله إلى نهائيات كأس العالم، بعد تحقيقه المركز الثاني في بطولة آسيا الأخيرة للمنتخبات، صدفة أو بضربة حظ، ولكن جاء نتيجة تطور كرة السلة اللبنانية خلال السنوات الماضية، وتطوّر اللاعب اللبناني أيضاً، الذي بات رقماً لا يُستهان به في القارة الصفراء. أندية لبنان حققت على مر السنوات نتائج جيدة جداً قاريّاً، وخاصة الرياضي بطل آسيا في مناسبتين آخر 12 سنة، كما بطل بطولة سوبر غرب آسيا (WASL)، وغيرها الكثير من الدورات الرسمية والودية، من دون إغفال بطولات نادي الحكمة الآسيوية الثلاث. وفي السنوات الأخيرة برزت أندية بيروت فيرست كلوب وهومنتمن في فترات متقطعة، إضافة إلى دينامو لبنان اليوم، والتي بدأت تنافس وتحرز البطولات العربية وتلك التي تُقام على مستوى غرب آسيا والخليج.هذا التفوّق اللبناني يظهر اليوم بعد إحراز نادي بيروت فيرست كلوب لقب بطولة الدوحة الدولية الودية قبل أيام، بعد تجاوزه مواطنه الحكمة في نهائي لبناني خالص. ومن الأمور اللافتة في هذه البطولة أن الحكمة وهو ليس في أفضل أحواله نتيجة المشكلات الإدارية التي يعيشها بعد استقالة رئيس النادي، إضافة إلى نقص بعض المراكز، استطاع أن يتجاوز أندية قويّة كالزمالك المصري والفتح المغربي ودجلة العراق. لاعبون شباب «مطعمين» ببعض لاعبي الخبرة قدّموا صورة جيدة عن الحكمة وكرة السلة اللبناني رغم خسارة لقبهم الذي حققوه العام الماضي.
وبالانتقال إلى نادي بيروت فيرست كلوب فهناك الكثير من الكلام الذي يمكن أن يُقال، بعد بناء فريق قادر على المنافسة والذهاب بعيداً في أي بطولة يشارك فيها. بيروت ضمّ خلال سوق الصيف أبرز لاعبي الحكمة وهم صانع الألعاب علي مزهر، إضافة إلى المتألق سيرجيو الدرويش وجان مارك جروش، كما المدرب السابق لـ«الأخضر» جو غطاس. لاعبون دعموا التشكيلة التي تضم أصلاً قائد منتخب لبنان ولاعب ارتكازه علي حيدر، إضافة إلى نعيم راباي وكرم مشرف. وتعاقد بيروت أيضاً مع صانع الألعاب حسن دندش، والأجانب دار تاكر (مجنس منتخب الأردن السابق)، وطوني ميتشيل وجوليان غامبل...
تشكيلة كبيرة جدّاً لبيروت حققت أول ألقابها في الدوحة، وهي تشارك اليوم في بطولة الأندية العربية التي تستضيفها قطر أيضاً، بمشاركة 18 فريقاً. ورغم خوضه 5 مباريات في 6 أيام ضمن منافسات بطولة الدوحة الودية، حقق بيروت فوزاً كبيراً على مجد طنجة المغربي (95 ـ 70) في أولى مبارياته بالبطولة العربية. ويمتلك المدرب جو غطاس تشكيلة كبيرة، وسيكون قادراً على المداورة بين اللاعبين لتجنب الإرهاق والإصابات، والذهاب بعيداً في البطولة. ويستفيد بيروت كما باقي الأندية من القانون الجديد للبطولة، وهو السماح بمشاركة لاعبين أجنبيين ولاعب عربي، وهو ما يريح بعض اللاعبين المحليين الأساسيين. ويلعب بيروت ثاني مبارياته يوم غدٍ الأربعاء مع الاتحاد الليبي (الساعة 16:00 بتوقيت بيروت).
يركّز نادي الرياضي ـ بيروت هذا الموسم على تحقيق لقب بطولة WASL العامة بعد أن أحرز بطولة الغرب


ويشارك في البطولة العربية أيضاً نادي دينامو لبنان الذي فاز على الأهلي القطري بنتيجة (93 ـ 63) في أولى مبارياته ضمن البطولة العربية، وهو سيلعب مع الاتحاد السكندري اليوم الساعة 16:00 بتوقيت بيروت. ورغم الخضّة الإدارية التي تعرض لها دينامو بعد استقالة نائب الرئيس حسن فواز قبل يومين، إلا أن النادي يبدو حاضراً للمنافسة تحت قيادة المدرب جاد الحاج، وبحضور لاعبين مميزين بينهم كريم عز الدين وجاد خليل، إضافة إلى الأجنبي المتألق دائماً زاك لوفتون.
مشاركة لبنان في بداية الموسم، تؤكد من خلال النتائج التي تُسجل أن كرة السلة اللبنانية هي من الأفضل ـ إذا لم تكن فعلاً بالصدارة ـ على مستوى العرب وآسيا ككل. والأكيد أنه في حال حقق بيروت أو دينامو لقب البطولة العربية في نسختها الحالية، وبحضور هذا العدد من الأندية المميزة والقوية، فإن هذا الأمر سيعطي دفعاً لكرة السلة اللبنانية، كما اللاعب المحلي الذي بات مطلباً للعديد من الأندية العربية وخاصة الخليجية، لكي يخرج ويحترف هناك. الأمر الأكثر أهمية يبقى غياب نادي الرياضي بيروت عن هذه المنافسات بعد اعتذاره، وتفضيل الإدارة والجهاز الفني التدرب والتحضير للمنافسات المقبلة، وعدم المخاطرة بهذه المشاركات لكي لا يُصاب أي من اللاعبين المرهقين أصلاً، بعد مشاركتهم في بطولة العالم مع منتخب لبنان، وقبلها في المعسكرات التحضيرية. وبحسب ما هو واضح، فإن الرياضي عينه هذه السنة على «فاينال 8» بطولة WASL التي خسر لقبها الموسم الماضي في الأمتار الأخيرة، نتيجة تعرض بعض لاعبيه للإصابة، وفي مقدمتهم وائل عرقجي وعلي منصور، بعد أن كان قد حقق لقب غرب القارة...
الرياضي تحت قيادة المدرب أحمد فران، تعاقد مع البوسني علم الدين كيكانوفيتش، إضافة إلى الفلسطيني ساني سكاكيني والأميركي آرون هاريسون، ليدعموا وائل عرقجي وعلي منصور وكريم زينون وأمير سعود كما المخضرم إسماعيل أحمد وغيرهم... ليحرزوا لقب بطولة WASL واللقب المحلي بطبيعة الحالي.
وسيخوض الرياضي غمار بطولة أنترانيك الودية التي تنطلق غداً الأربعاء حيث سيواجه الوحدة السوري وميروبا وأكاديمية NSA تحضيراً للموسم الذي يبدأ في 18 الشهر الجاري.
إذاً الأندية اللبنانية تتحضر وتشارك قارياً، والأهم أنها تحقق نتائج مميزة، سيكون لها انعكاس على اللاعبين، وعلى المنتخب مستقبلاً الذي سيكون هدفه التأهل إلى بطولة العالم في قطر 2027، ولمَ لا، البدء بالتحضير كما يجب للحصول على بطاقة مونديالية.