تعود عجلة بطولة لبنان الـ59 لكرة القدم للدوران في الجولة الثامنة، التي تشهد مواجهاتٍ قويّةً للمنافسين على اللقب. معظم الأنظار ستكون متجّهةً إلى الجنوب الذي يستضيف أربع مباريات في صيدا وصور وكفرجوز. العهد والنجمة اللذان صارا يفكّران بالمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي، سيلعبان مع السلام زغرتا والصفاء. الأخير لا يزال يبحث عن فوزٍ أوّلٍ في البطولة، فيما بات طرابلس قريباً من الوصول إلى المباراة السادسة توالياً بدون أن يسجّل هدفاً، ولن تكون مباراته سهلةً بمواجهة الأنصار، الباحث هو الآخر عن الاقتراب من المتصدرين. الغازية يستضيف الاخاء، والبقاع يحلّ ضيفاً على التضامن، فيما يلعب الراسينغ مع شباب الساحل.ملعب صيدا البلدي سيحتضن أقوى مباريات الأسبوع حيث يلتقي العهد مع السلام زغرتا. المباراة الأخيرة بين الطرفين حملت معها جدلاً كبيراً في المستوى الذي قدّمه لاعبو الفريق الشمالي الذين خسروا بخمسة أهدافٍ من دون رد في الموسم الماضي، وهم بحاجةٍ إلى تحقيق فوزٍ ثانٍ في الدوري قبل خسارة أحد مراكز النخبة. ما يُقدّمه فريق المدرب طارق ثابت لم يرتقِ إلى مستوى الموسمين الماضيين ولا إلى النتائج. أربعةُ أهدافٍ مسجّلةٍ في سبع مباريات، وضعت السلام في المركز ما قبل الأخير من حيث عدد الأهداف بعد طرابلس (1) وبالتساوي مع الراسينغ، الأمر الذي يُرجّح استمرار العقم التهديفي أمام صاحب أقوى خط دفاع، إلا أن السلام قد يكون خصماً عنيداً بمواجهة العهد، فالأمر الوحيد الذي يُحسب للمدرب هذا الموسم، هو تماسك خط الدفاع الذي غاب عنه البوسني ماركو ميهايلوفيتش ووليد اسماعيل في أكثر من مباراة. العهد من جانبه لم يتعثّر سوى مرةٍ واحدةٍ أمام منافسه في اللقاءات العشرة الأخيرة، وهو يدخل المباراة بصفوفٍ شبه مكتملة، لكن إرهاق اللاعبين الدوليين السبعة مع السوري أحمد الصالح، قد يُسبب مشكلةً للمدرب باسم مرمر في حال عدم تسجيل هدفٍ مُبكر. أما ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية سيجمع النجمة والصفاء في مباراة لا تقل أهميةً عن لقاء العهد والسلام، بغض النّظر عن مركز الصفاء المتأخّر في الترتيب. الأخير لطالما كان ندّاً صعباً لـ«النبيذي»، وهو يبحث عن فوزه الأول هذا الموسم. جمهور النجمة ينتظر جديد المدرب الصربي بوريس بونياك، ويأمل في مشاركةٍ أولى للاعب الوسط أحمد جلول بمواجهة فريقه السابق، خاصةً بعد ظهوره أساسياً في المباراة الودية مع شباب الساحل. جلول الذي خاض 21 مباراةً في الموسم الماضي مساهماً بتسجيل هدفين، قد يكون الحل بالنسبة إلى خط الوسط الذي شغله خمسة لاعبين. لاعبٌ آخرٌ سيواجه فريقه السابق، هو محمد جعفر، الباحث عن هدفه الأول بعد المشاركة الأساسية المخيّبة أمام التضامن صور. على الرغم من مستواه المتواضع، إلا أن النجمة يتميّز عن سائر الفرق بعدد اللاعبين الذين سجّلوا أهدافاً له هذا الموسم (8)، على عكس الصفاء الذي سجّل له حسين العوطة وإرسنت أنانغ أهدافه الثلاثة. مدربه إميل رستم سيعتمد على عمر الكردي على الجهة اليمنى في ظلّ المشكلة الدفاعية للنجمة في مركز الظهير الأيسر. الأخير لم يُسجّل هدفاً في الدوري منذ 12 مباراة، كحال محمد زين طحان، وأقل بست مباريات من علي السعدي.
الأنصار من جهته لن يلعب مباراةً سهلةً بمواجهة طرابلس على ملعبه. على الرغم من العقم التهديفي للفريق الشمالي، إلا أن الحظ لم يُحالفه في الكثير من المحاولات، وهو قادرٌ على تسجيل هدفٍ أولٍ عبر لاعبيه. طرابلس لم يسبق له أن فشل بالتسجيل في خمس مبارياتٍ متتاليةٍ في الدوري سوى مرةٍ واحدة، كانت في موسم 2005-2006، وفي حال لم ينجح بالتسجيل في مرمى الأنصار، سيكون قد حقق رقماً قياسياً سلبياً. من جهته سيفتقد مدرب الأنصار عبد الله أبو زمع للاعب الوسط عباس عطوي بداعي الإصابة. الثلاثيني الذي ساهم بتسجيل أربعة أهداف، سيكون غيابه مؤثراً على المهاجمين، خاصةً أن تمريراته الحاسمة الثلاث كانت لثلاثة لاعبين. غيابه قد يُغيّر في تشكيلة المدرب على الطرفين، إذ من الممكن أن يعتمد على التونسي حسام اللواتي أو حسن شعيتو «موني» في مركز صانع الألعاب. وعلى ملعبه يستضيف التضامن صور فريق البقاع الرياضي. الفريقان لم يسبق أن تعادلا خلال اللقاءات الستة في الدوري. للفريق الجنوبي ثلاثة انتصارات وللبقاعي ثلاثةٌ أخرى. أصحاب الضيافة سيقودهم بلال حاجو بعد غياب ثلاث مباريات، فيما سيكون الغاني ستيفان سارفو جاهزاً للمشاركة أساسياً. في المقابل، يبحث المدرب الفنزويلي إنريكي غارسيا عن تحقيق أول فوزٍ بقاعي على التضامن في صور، وهو يعتمد على أجنبييه ايمانويل بيلو وداوودا دييميه إلى جانب جهاد أيوب في تحقيق ذلك.
وفي الجنوب أيضاً يحلّ الإخاء الأهلي عاليه ضيفاً على الشباب الغازية على ملعب كفرجوز. الأخير سيلعب مباراته الـ35 في الدرجة الأولى بعد فوزه على البقاع الرياضي في 2015. منذ ذلك الفوز، لم يخرج الغازية بالنقاط الثلاث سوى في مباراةٍ واحدةٍ كانت بمواجهة الصفاء هذا الموسم، وسيكون تحقيق فوزٍ ثانٍ أمراً صعباً بمواجهة الفريق الجبلي الذي يقوده المدرب العراقي عبد الوهاب أبو الهيل. هو الآخر يقود الإخاء للمباراة الأربعين في البطولة، ويبحث عن الفوز الـ18.
شباب الساحل بدوره يلتقي الراسينغ على ملعب صيدا. الأول يغيب عنه علي الأتات بداعي الإيقاف الاتحادي، وقد يعتمد مدرب الفريق محمود حمود على عباس عاصي في مركز قلب الدفاع، ويُعيد زهير عبد الله إلى التشكيلة الأساسية ليشارك في مركز الظهير الأيمن. الساحل هو الفريق الأكثر تسجيلاً للأهداف عبر الركنيات بواقع ثلاثة، كما الغازية، فيما يعتمد الراسينغ أكثر على العرضيات والهجمات المرتدة عبر حسن القاضي ويوسف الحاج والنيجيري ايمانويل اونييكا. مباراةٌ لن تكون غزيرة بالأهداف كعادة معظم لقاءات الفريقين، إذ لم يُسجلا أكثر من ثلاثة أهدافٍ منذ لقاء ذهاب موسم 2013-2014.