أصبح معروفاً أن كرة القدم ليست للرجال فقط «ستارز أكاديمي»... راجع
لدينا في لبنان عدد كبير من المواهب النسائية

تألقت قبل انطلاق البطولات الرسمية، تحديداً في بطولات الجامعات مع الجامعة العربية والجامعة اللبنانية ومع الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا. سارية الصايغ، رفضت عروضاً كثيرة لاحتراف كرة القدم خارج لبنان، لكي تتابع تحصيلها العلمي. كان والدها لاعباً، ويعرف «مشقة» احتراف كرة القدم في لبنان. نصحها بالاهتمام بدراستها. ولكن، كما يرد في فيلم كامبانيلا الشهير، حين يتحدث عن المباراة: الشغف هو الشغف. وللحديث عن كرة القدم والشغف، كان هذا اللقاء
في 2008 ابتعدت 7 أشهر عن الملاعب للإصابة (مروان بوحيدر)


مرّت كرة القدم النسائية في لبنان بمراحل كثيرة. شهدت صعوداً في الآونة الأخيرة، كما يعتبر المتابعون. كيف ترى سارية الصايغ كرة القدم النسائية اليوم؟ ما الذي تغيّر؟
كرة القدم النسائية باتت تحظى باهتمام اعلامي واتحادي أكبر. أعتقد أن هذا ما جعل اللعبة في تطور مستمر في السنوات القليلة الماضية. لا يتوقف الأمر على لبنان وحسب، اللعبة بدأت تنمو في الخارج أيضاً. وهذا يعني أنه يتوجب علينا في لبنان أن نواكب التطور. سابقاً، وأقصد الفترات الأولى، كانت «الروح المعنوية عالية». اللاعبات كن يعطين كل ما لديهن لفرقهن، فالشغف ومحبة اللعبة كان هو الهدف، كان الأمر بمثابة تحدٍ للقول إن كرة القدم ليست للرجال فقط، وأنه من حق المرأة أن تلعب أيضاً. معظم لاعبات اليوم يهملن التمارين والنظام الصحي، معظمهن منشغلات بوسائل التواصل الاجتماعي!

مررت بمراحل كثيرة، حتى وصل مستواك إلى ما نعرفه. كما ذكرت أيضاً، ترافق ذلك مع ازدياد شغفك باللعبة. ما هي أفضل مراحل سارية كلاعبة؟
أفضل الفترات كانت في البدايات. في 1997 تقريباً، كان عمري 12 عاماً فقط، ولكني كنت ألعب مع لاعبات هن بمعظمهن من طالبات الجامعات. يمكن القول إن الفترات كلها جميلة، حتى جاءت الإصابة في 2008.

في إجابة على سؤال سابق، ذكرت أن كرة القدم النسائية في تطور مستمر، وأن لبنان يجب أن يواكب هذا التطور. كيف ترى سارية الصايغ مستقبل اللعبة؟
التطور الفكري عند اللبنانيين وانفتاحهم يلعب دوراً إيجابياً في وصول اللعبة إلى كل منزل. يبدو أن الجميع اقتنع بفكرة أن تكون الفتاة لاعبة كرة قدم، وقد باتت جميع الأكاديميات تسعى لإنشاء فرق للفتيات لتطويرهن وتحسينهن. دعني أشير إلى أن بطولات المدارس تطورت كثيراً، لا سيما لجهة «كمية المواهب»، وبات مدربو الأندية ينتظرون موسم المدارس للتوقيع مع المواهب الصاعدة، وهذه نقطة إيجابية، لكن بشرط معرفة كيفية تطويرهن وإيصالهن للنضج الكروي فكرياً وفنياً وهذا ما نفتقده في لبنان. يجب ألا ننسى، أن معظم العاملات في اللعبة دائماً ما يسعين إلى تطوير أنفسهن والحصول على الشهادات التدريبية والإدارية للاستفادة منها في اللعبة.

عامل أساسي ومؤشر لتقدم اللعبة أو تراجعها، هو عامل المنتخب الوطني، خصوصاً في الفئات العمرية الصغيرة. ماذا تتوقعين للمنتخب اللبناني النسوي تحت 15 وتحت 19 عاماً؟
المنتخبان يمتلكان عناصر مميزة وقادرة على تقديم مستويات مشرّفة. لكن بالطبع يجب على الجميع معرفة أن الفئات العمرية هي مرحلة بناء. يجب رفع الضغط عن اللاعبات وتحفيزهن للظهور بصورة جيدة وليس حثهن على الفوز وحسب. للمناسبة، أنا ضدّ تعيين أي شخص يشغل منصباً في أي ناد للعمل مع المنتخبات (وهذا يحدث الآن مع فريقها)، الاتحاد يتحمل المسؤولية عن هذا الأمر برأيها.

بعد فترة «ذهبية» كان الإخفاق في الموسم الأخير. غير أنك تبدين واثقة من تحسن الفريق. ما هي خطط «ستارز أكاديمي» المستقبلية، لا سيما النتائج الأخيرة؟
في الموسم الحالي خرج ستارز خالي الوفاض للمرة الأولى منذ تأسيسه، ولن أسمح بتكرار ما حصل، على العلم أن لاعباتي كن بطلات في أرض الملعب. لقد خسرنا الدوري بسبب سوء الحظ، والكأس بسبب أخطاء فردية، سنسعى إلى معالجتها في السنوات المقبلة. عموماً ثمة رضى عن مستوى اللاعبات، يكفيني أنهن أظهرن كل ما لديهن للفوز باللقب. بالعامية يمكن أن نقول: «كل طلعة في مقابلها نزلة». سننهض من كبوتنا في المواسم المقبلة.

بمعزل عن الكون اللعبة في تحسن، إلا أنها لا تحظى بالدعم المادي اللازم حتى الآن. ولا تملك الشعبية الكافية بعد، لكي تفتح فيها سوق الإعلانات نافذة. كيف تتخطون في «ستارز أكاديمي» المشاكل المالية التي تعاني منها اللعبة؟
لا أفشي سراً إن قلت إننا نعاني في تأمين رعاة للفريق، خصوصاً أننا نسير بخطى فريق احترافي يسعى إلى تأمين موازنته عبر التسويق و«السبونسرز» (الرعاية). حتى نصل إلى ذلك الوقت، هناك مساعدات يجب الاعتراف بها. مثلاً تساهم بلدية زوق مصبح في تأمين موازنة ضخمة. يطمئننا هذا في الفريق إلى أننا على السكة الصحيحة. على رغم الهوة والفرق الكبير في القدرات المالية، إلا أننا استطعنا منافسة الزوق في موسمين متتاليين. استحققنا اللقب في الموسم الماضي، واستحقوه هذه السنة. أعتقد أن المنافسة ستكون على أشدها في الموسم المقبل.

واكبت لاعبات كثيرات خلال مسيرتك. وللأسف معظمهن ليس معروفاً للجمهور اللبناني، الذي يعاني من نقصٍ في الأساس في متابعة اللعبة. من هي أفضل لاعبة لعبت إلى جانبها؟
بلا تردد أجيب ريم شلهوب وسارة بكري. حققنا معاً عدداً كبيراً من الألقاب: 18 لقباً مع الصداقة وستارز أكاديمي، ونحن نسعى للوصول إلى الرقم 19 من خلال بطولة لبنان لكرة الصالات. أما أفضل اللاعبات حالياً فمعظم لاعبات ستارز هن من الأفضل في لبنان في مراكزهن. وقد أظهرن تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية.
نعاني في تأمين رعاة خصوصاً أننا نسير بخطى فريق احترافي يسعى إلى تأمين موازنته عبر التسويق

أتمنى أن يبقين في سعيهن هذا للتطور والتحسن لمصلحة الفريق والمنتخب، لا سيما آية الجردي، صمام أمان للفريق وأسيل طفيلي، المايسترو، التي سيكون لها شأن كبير في الإدارة الرياضية وفي اللعبة، بسبب اجتهادها وتخصصها في الإدارة الرياضية. لكن حنين تميم هي سارية الصايغ الجديدة. تذكرني بنفسي حينما كنت في سنها، وهي تتميز بشخصية قيادية وبمحبة وإخلاص للفريق، على رغم هذا هو عامها الثاني فقط مع ستارز، ناهيك عن مستواها الفني المميز. أكثر الأخبار المفرحة هذا الموسم كانت عودة يارا حصري إلى ستارز بعد موسم انتقلت فيه إلى أكاديمية الفتاة، وعودة لارا بهلوان بعد ابتعادها عن الملاعب بسبب الإصابة.

(مروان بوحيدر)


ما الذي ينقص كرة القدم النسائية اليوم؟
أتمنى أن يهتم الاتحاد باللعبة، أو فلنقل يزيدون من دعمهم لها. هذا عموماً، أما في التفاصيل، فيجب إصدار مذكرة أعمال سنوية تُعرض فيها أعمال اللجنة النسائية من نشاطات وبطولات. يجب أن تصل اللعبة إلى أكبر عدد ممكن من الناس. وهناك ما هو أهم: يجب تثقيف المدربين رياضياً، المدربون تحديداً. من المعيب أن نسمع مدرباً يستهزئ بلاعبته، أو يشتمها أو حتى يتلفظ بعبارات نابية أمامها. اللاعبات الصغيرات مسؤولية الأندية فهن مستقبل اللعبة. هن المستقبل ولكن يتوجب الاهتمام بالتحصيل العلمي بالدرجة الأولى.


بيوغرافي
مثلت سارية الصايغ منتخب لبنان في العديد من المناسبات بين عامي 1997 ــ2013 حيث كانت أصغر لاعبات المنتخب (12 عاماً). كما مثلّت منتخب كرة الصالات في بطولة غرب آسيا عام 2008.

ورثت حب اللعبة عن والدها فؤاد الصايغ الذي يعتبر من أبرز نجوم الجبل عبر التاريخ. ما زالت أهدافه راسخة في ذهون «الراسينغاويين القدامى»، حيث لعب أجمل سنواته كلاعب.

لعبت لنادي الصداقة وأحرزت معه لقب بطولة لبنان في 6 مناسبات وكأس لبنان 5 مرات، قبل تأسيسها لفريق ستارز أكاديمي، الذي أحرزت معه ثلاث بطولات دوري وبطولتين في كأس لبنان وكأس سوبر واحد.

توجت مع الصداقة في لقب بطولة المحافظة التي استضافتها سوريا عام 2010. سجّلت هدفاً وحيداً كان في مرمى المحافظة السوري. كذلك، أحرزت مع الصداقة، أيضاً، برونزية بطولة رمضان التي استضافتها العاصمة الإماراتية أبو ظبي عام 2008. ولم تمثل منتخب لبنان للصالات في استحقاقه الذي خاضه عام 2012 لأسباب لا تعرفها حتى اليوم.

عانت من إصابة في كاحلها أبعدتها عن الملاعب بين عامي 2008 و2010، وتعرضت في نصف نهائي الموسم الماضي من بطولة كرة الصالات بقطع في الرباط الصليبي، وابتعدت عن الملاعب لسبعة أشهر.

لعبت مع منتخب لبنان لكرة القدم في أربع مناسبات: 1997 في مصر، 2002 في مصر، 2005 في دبي، 2013 في الأردن لتصفيات كأس آسيا.

مثّلت منتخب الصالات في استحقاق وحيد عام 2008.

لعبت سارية مع الصداقة في بطولة أبو ظبي عام 2008، وبطولة نادي عمان الأردني عام 2008، وبطولة المحافظة السورية موسم 2010.

سافرت مع الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا في 5 مناسبات، إلى الأردن عام 2007، برشلونة عام 2008، باريس عام 2009، مدريد 2010، وميلانو عام 2011.