غريبة هي كرة القدم! كيف تتخلى في لحظة واحدة عمّن أحبته لسنوات. في لحظة واحدة تضيع كل الإنجازات والأرقام والمهارات. في لحظة واحدة، يصبح من كان في قلب الأحداث قابعاً خلف الكواليس. في الواقع، ليست الصورة جميلة جداً كما هو حاصل مع الإنكليزي ديفيد بيكام في الملاعب الأميركية. هناك في لوس أنجلس يبدو النجم الإنكليزي معشوق الجماهير الأول، رغم تقدمه في السن. فالكاريزما التي يتحلى بها هذا اللاعب، إضافة إلى وجهه الإعلاني، كانا كفيلين بأن يمدا «بعمره» في الملاعب، ولولا ذلك لكان بيكام في غياهب النسيان. وعندما نتحدث عن النسيان، لا بد أن نمر أولاً بلاعب كان حتى عام 2010 يصنف ضمن خانة «السوبر ستارز» لميزاته الفنية والقيادية العالية.
المقصود بالكلام هنا طبعاً هو الألماني ميكايل بالاك. إلا أن إصابة «المايسترو» مع فريقه تشلسي الانكليزي كانت كفيلة بأن تحول حياته الكروية الى كابوس. فبعد غيابه عن كأس العالم 2010 بسبب تلك الإصابة تخلى تشلسي عن خدماته، فما كان منه الا الانتقال إلى ناديه السابق الذي عرف انطلاقته الى النجومية، باير ليفركوزن. ورغم ان بالاك قدم بعض المباريات المميزة في العامين اللذين قضاهما مع باير ليفركوزن، الا ان ذلك لم يشفع له في البقاء في صفوفه، وها هو من كان أحد نجوم العالم من دون عمل.
وبعد ان كان بالاك على اعتاب الدوري الأميركي اثر موافقة مونتريال الكندي الذي يلعب في دوري المحترفين (أم أل أس) على ضمه، الا ان انتظار «القيصر الصغير» لعروض أميركية أفضل أضاع له تلك الفرصة، حيث قام مونتريال في هذا الوقت باستخدام الاموال المخصصة لبالاك في شراء المخضرم الآخر، الايطالي أليساندرو نيستا، الذي حرره ميلان من عقده. وجهة بالاك تبدو على الأرجح الآن في القارة الآسيوية بين الصين والخليج العربي، وذلك بعد أن لفظته أوروبا.
أوروبا لم تلفظ بالاك وحده، بل لفظت أيضاً الإيطالي جانلوكا زامبروتا، اذ بعد تجربة غنية في ملاعب «القارة العجوز» في يوفنتوس وميلان وبرشلونة الإسباني، ها هو زامبروتا من دون عمل على غرار بالاك بعد تخلي يوفنتوس عنه وبعد فشله في إيجاد ناد خلال سوق الانتقالات الصيفي.
هل تذكرون فابيو غروسو؟ بالتأكيد كثيرون يذكرون هذا اللاعب الإيطالي الذي سجل هدفاً قاتلاً في شباك ألمانيا في نصف نهائي كأس العالم 2006 ليؤهل بلاده الى النهائي ومن ثم الى احراز اللقب العالمي، لكنّ كثيرين أيضاً لا يعلمون اين يلعب غروسو حالياً. في الواقع، اللاعب الذي تنقل بين أندية باليرمو وانتر ميلانو ويوفنتوس الإيطالية وليون الفرنسي يقبع في منزله بعد أن تخلى يوفنتوس عن خدماته في الموسم الماضي.
لاعب آخر عرف شهرة في آواخر التسعينيات ومطلع الألفية الجديدة وهو البوسني حسن صالحميدزيتش الذي رفع كأس دوري أبطال أوروبا عام 2001 مع بايرن ميونيخ الألماني ولعب أيضاً في صفوف هامبورغ وفولسبورغ ويوفنتوس، لكنه بدوره لم يجد فريقاً يرتدي قميصه هذا الموسم.
اذاً هؤلاء اللاعبون المخضرمون لا يزالون متمسكين باللعبة، بينما آخرون من جيلهم ارتأوا الاعتزال كحل أنسب يقيهم غدر الأيام، اسألوا عن هذا الامر النجم الأوكراني أندريه شفتشنكو!