ما زالت الأوساط السلّوية تتداول بأحداث مباراة الرياضي والشانفيل في نصف نهائي دوري غرب آسيا وما رافقها من تجاوزات على صعيد جمهور الرياضي في ما يتعلّق بالموشحات التي أطلقها خلال المباراة، إن كان سياسياً أو بالشتائم، ما أثار الاستغراب وخصوصاً أن إدارة النادي نجحت سابقاً في ضبط جمهورها ولا سيما في اللقاء الأول من سلسلة نصف النهائي. وحين تطرح السؤال على المسؤولين في النادي حول أسباب ما حصل، يكون جوابهم واضحاً «نحن نرفض كل ما قام به الجمهور، وسنبقى نعمل لتلافي مثل هذه الأخطاء، لكن في الوقت عينه لا نلقى مساعدة من أحد. فسياسة الكيل بمكاييل عديدة تنعكس سلباً على جهود الإدارة في ضبط الجمهور». ويقصد إداريو بطل لبنان في هذا الإطار ما يحصل في مباريات أخرى من هتافات وإطلاق لشعارات سياسية دون أن يحرّك اتحاد اللعبة ساكناً في هذا الإطار.
فاللقاء الثاني بين الشانفيل والرياضي في نصف نهائي غرب آسيا على أرض الشانفيل شهد هتافات سياسية من قبل جمهور الشانفيل، وكذلك الأمر في لقاء الفريقين في ختام ذهاب «الفاينال 8» من البطولة، حيث أطلقت الهتافات السياسية والشتائم بحق الرياضي ومدربه فؤاد أبو شقرا. وكذلك شهد لقاء الحكمة والشانفيل موشحات سياسية، وخصوصاً مع حضور القيادي في التيار الوطني زياد عبس، ورغم ذلك لم يتخذ اتحاد اللعبة أي عقوبات بحق الشانفيل، كما فعل مع الرياضي بعد مباراة ختام الدوري المنتظم. وهذا يولّد حالة من القهر لدى جمهور الرياضي الذي يشعر بالظلم، فتكون ردة فعله عنيفة في المباريات اللاحقة. وهذا لا يبرر للجمهور الأصفر ما يقوم به، لكن في الوقت عينه تطرح أسئلة حول الأداء الاتحادي في هذا الإطار.
فلماذا يكون تقرير مراقب المباراة في المنارة يشتمل على تفاصيل حرفية لما قيل على المدرجات مع اعتذار من اللجنة الادارية على ما سيتضمنه التقرير من عبارات بذيئة، في حين يكون تقرير مراقب مباراة الفريقين في ديك المحدي عاماً ويكتفي بالاشارة الى اطلاق بعض الشتائم بحق جو فوغل وديواريك سبنسر؟
هذا سؤال يواجهك به بعض إداريي الرياضي حين تسألهم عن مسؤوليتهم في ما يحصل.
الاتحاد من جهته يرد بوضوح على السؤال وعلى مسألة العقوبات «هناك فرق بين مجموعة تقوم بإطلاق الهتافات ويجري إسكاتها من قبل المسؤولين في النادي، وهتافات يطلقها معظم الجمهور وبشكل منظم أشبه بسيمفونيات وعمل أوركسترالي.
أما بالنسبة إلى جلسة الاتحاد التي عقدت بعد مباراة الرياضي والشانفيل، فإن ممثل الرياضي عضو الاتحاد جودت شاكر كان حاضراً في الجلسة واعترض على التباين في تقارير مراقبي المباريات، ولم يلفت الى عدم اتخاذ عقوبات نتيجة هتافات جمهور الشانفيل أو الحكمة. ولو قام بذلك لكان الموضوع طرح على النقاش وقدم الأعضاء آراءهم.
أما بالنسبة إلى مباراة الحكمة والشانفيل، فإن جمهور الشانفيل لم يحمل زياد عبس على الأكتاف ولم يطلق هتافات سياسية كما فعل جمهور الرياضي حين رفع صالح المشنوق بين الشوطين وأطلق هتافات ضد الرئيس السوري بشار الأسد.
أخذ ورد وتبادل للاتهامات تدفع ثمنها اللعبة وما تبقى من جمهورها الرافض لمثل هذا الأداء الجماهيري من بعض الأندية، فهل هناك من يتحرك؟



تباعد بين الرياضي والشانفيل

يبدو أن التباعد بين الرياضي والشانفيل وصل الى مرحلة متقدمة مع حديث عن عدم رغبة الشانفيل في إعارة لاعبهم فادي الخطيب للرياضي في حال طلب الاستعانة بخدمات اللاعب الذي كان له الدور الرئيسي في فوز الرياضي بلقب بطولة آسيا، العام الماضي. وتتلخص أسباب تمنّع الشانفيل بما يصدر عن جمهور الرياضي بحق الشانفيل والخطيب ومدربه غسان سركيس.