باريس حالياً في غير حال. باريس في الوقت الحالي تعيش حلمها. حلم لطالما راودها منذ أن نجحت مدينة مرسيليا الجنوبية بالظفر بلقب دوري أبطال اوروبا عام 1993 للمرة الاولى في تاريخ فرنسا. مذ ذاك، أحسّت باريس بأن كبريائها قد ضرب في الصميم. غمرت الحيرة الباريسيين: كيف لفريق مدينة المهاجرين والغريم الأزلي أولمبيك مرسيليا أن يسبقنا الى هذا الانجاز ونحن فريق العاصمة الذي يتباهى ببرج إيفيل على شعاره؟ كانت الغصة كبيرة وقتها.
غصة باريس كانت تزداد عاماً إثر عام وهي ترى فرق مدن مدريد وميونيخ ومانشستر وبرشلونة وميلانو وغيرها تتربع توالياً على عرش الكرة الأوروبية. في العام الماضي، وصلت الأمور الى حدود لم تعد تحتمل، إذ ها هي لندن أيضاً تتوج للمرة الاولى بلقب دوري أبطال أوروبا عبر فريقها تشلسي. كفى، لم نعد نطيق صبراً، قالها الباريسيون. نريد نحن أيضاً زعامة أوروبا، صرخة دوّت ذات ليلة في باريس ووصل صداها الى الدوحة. قطر لبت النداء سريعاً: باريس، لكِ ما تريدين.
هكذا، استفاق الباريسيون على ناصر الخليفي بينهم. الرجل أخذ على عاتقه تحقيق الحلم الباريسي. بسرعة قياسية، بدأت مؤسسة قطر للاستثمارات بتوزيع الشيكات يمنة ويسرة: السويدي زلاتان ابراهيموفيتش بات هنا، والبرازيليان تياغو سيلفا ولوكاس أيضاً، وجاراهما الأرجنتينيان خافيير باستوري وايزيكييل لافيتزي كذلك، وبالطبع لا بد من الانكليزي ديفيد بيكام لتكتمل صورة باريس العالمية.
أموال قطرية تُغدق من هنا، وأحلام باريسية تكبر من هناك. الباريسيون مغتبطون حالياً الى أبعد الحدود. لا تكاد الأرض تسعهم وهم يرون أن كلمات المدير الرياضي لناديهم، البرازيلي ليوناردو، تتحقق. ليوناردو أعلنها صريحة قبل أيام: «باريس سان جيرمان الحالي هذا ليس لفرنسا، هو لأوروبا». وها هو نادي العاصمة الفرنسية ليلة أمس تحديداً يبلغ الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا للمرة الاولى منذ 18 عاماً بعد تعادله مع ضيفه فالنسيا الاسباني بهدف لافيتزي (66)، مقابل هدف البرازيلي جوناس (55).
إنه الحلم الأوروبي اذاً تعيشه باريس الآن. في سبيله، «باري» لا تتوانى حالياً عن التضحية بأي شيء، حتى لو وصل الأمر بإدارة سان جيرمان القطرية الى إحداث تبديل في شعار النادي الذي يعود لعام 1970. حتى لو أبصر النور المشروع الاستثماري لأحد المصارف القطرية بتحديث ملعب «بارك دي برانس» وتغيير اسمه، وليصبح اسم هذا المصرف على قميص سان جيرمان. حتى لو فقد النادي الباريسي ما بقي له من إرث تاريخي. ما بقي له من هوية!



يوفنتوس يكمل المشوار

كما كان متوقعاً، حجز يوفنتوس الايطالي بطاقته الى الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا بعد أن جدد فوزه على ضيفه سلتيك الإسكوتلندي 2-0، في اياب دور الـ 16. وكان فريق «السيدة العجوز» قد فاز ذهاباً 3-0. ويدين يوفنتوس بفوزه لإليساندرو ماتري وفابيو كوالياريللا اللذين سجلا الهدفين (24 و65).