هي ليست المشاركة الأولى لمنتخب لبنان في بطولة العالم، لكنها الأولى لعدد كبير من أفراد البعثة اللبنانية باستثناء رئيسها غازي بستاني. يحضر بستاني في كأس العالم في جاكارتا كرئيس للجنة المنتخبات، ليستعيد ذكريات أهم حدث سلّوي بعد 21 عاماً. اليوم غازي هو رئيس اللجنة، قبل 21 عاماً كان أحد لاعبي منتخب لبنان في أول بطولة لكأس العالم شارك فيها بلد «الأرز» عام 2002. حينها كان حلم المونديال يتحقق للمرة الأولى. بالأحرى بداية تحقق الحلم بدأت في نهاية تموز 2021 وتحديداً في 27 منه حين تأهّل إلى المونديال الأول في تاريخه. بستاني كان حينها من عداد اللاعبين الذين خاضوا «معمودية نار» كأس آسيا التي أقيمت في الصين. من هناك أقام أبطال منتخب لبنان كبستاني وياسر الحاج قائد الفريق بغياب إيلي مشنتف المصاب ووليد دمياطي، وجو فوغل وغيرهم من اللاعبين جسراً بين مدينة شنغهاي الصينية ومدينة إنديانابوليس الأميركية حيث أقيمت بطولة العالم لكرة السلة عام 2002.
بين اليوم في إندونيسيا والأمس البعيد في أميركا اختلفت أمورٌ كثيرة يتحدث عنها بستاني من مقر إقامة البعثة اللبنانية في العاصمة الإندونيسية جاكارتا قبل ساعات على اللقاء الأول مع لاتفيا. هذا اللقاء الذي سيكون لبنان الرياضي وغير الرياضي كله خلف 12 لاعباً سيخوضون مهمة شبه مستحيلة على مدى ثلاثة أيام حين يواجهون منتخبات من الصف الأول. رغم ذلك تبدو الأجواء في إندونيسيا ممتازة. يتحدث رئيس لجنة المنتخبات براحة عن وضع المنتخب اللبناني عشية أول مباراة له «الجو ممتاز، التحضير كان جيداً وكذلك الأمر بالنسبة إلى المباريات الاستعدادية التي خضناها في معسكر أبو ظبي».
وعن حظوظ لبنان يرى بستاني أن مجموعة لبنان صعبة، إذ تضم ثلاثة منتخبات قوية (فرنسا، كندا ولاتفيا) وتصنيفها من أفضل سبعة منتخبات في العالم. «رغم ذلك سنقاتل قدر الإمكان لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة. الشباب متحمّسون ومصمّمون على تقديم الأفضل» يقول بستاني لـ«الأخبار».
بستاني اليوم إداري وبالأمس عام 2002 كان لاعباً، فما هي الفوارق بين بطولتَي العالم 2002 و2023. «الأمور اختلفت بشكل كبير. السوشل ميديا لم تكن موجودة، والتحضير للمباريات ومشاهدة مباريات المنتخبات الأخرى كما هو متاح الآن. كل شيء تغيّر، إذ لم يكن قبل 21 التطوّر الموجود حالياً. حينها كنا نقاتل في أول مشاركة لنا ولم نكن نملك الخبرة ولا المعرفة، بعكس اليوم حيث نعرف اللاعبين والمنتخبات الأخرى التي تتمتع بمستوى عالٍ. وعلى الصعيد الشخصي سأسعى لاستثمار خبرتي لمصلحة المنتخب واللاعبين».