لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يقع لبنان في المجموعة الثامنة والأخيرة من منافسات كأس العالم لكرة السلة (25 آب ـ 10 أيلول 2023) المقررة في الفيليبين وإندونيسيا واليابان. مجموعة تضم مرشحَين اثنين على الأقل للفوز بالمونديال السلّوي هما: كندا وفرنسا، إضافة الى لاتفيا المتطورة. حصل ما حصل، والمنتخب اللبناني، الذي حلّ ثانياً على آسيا في البطولة القارية الأخيرة، بات يعرف منافسيه في كأس العالم، وبالتالي يدرك أن التحضير يجب أن يكون على أعلى مستوى.يلعب «منتخب الأرز» مباريات الدور الأول في إندونيسيا، فيواجه لاتفيا في 25 آب المقبل، قبل أن يلتقي كندا في 27 منه، ثم فرنسا في 29 منه. ويستفيد المنتخب من الحافز النفسي الكبير عند لاعبيه من أجل تقديم مستوى مميز، ولمَ لا، محاولة أن يكون «حصاناً أسود» في أصعب مجموعات البطولة؟
التاريخ يقول إن كل شيء ممكن، وخاصة أن لبنان شارك في ثلاث مناسبات سابقة بالمونديال السلوي، اثنتان منها عبر التصفيات هما 2002 و2006، ومرة عبر بطاقة دعوة في 2010. في المشاركة الأولى بإنديانابوليس الأميركية، خسر اللبنانيون مبارياتهم الثلاث أمام البرازيل (102 ـ 73)، ثم بورتوريكو (99 ـ 77) وأخيراً أمام تركيا (107 ـ 80). المشاركة الثانية في اليابان كانت أفضل حين فاز لبنان على فنزويلا (82 ـ 72) وعلى فرنسا (74 ـ 73)، لكنه خسر من صربيا (104 ـ 57) والأرجنتين (107 ـ 72) ثم من نيجيريا (95 ـ 72) ليودع من الدور الأول. وفي تركيا 2010، فاز لبنان على كندا بنتيجة (81 ـ 71)، قبل أن يخسر أمام فرنسا (86 ـ 59) وبعدها نيوزيلندا (108 ـ 76) ثم أمام إسبانيا (91 ـ 57) وأخيرا ليتوانيا (84 ـ 66).
مشاركات مقبولة لمنتخب لم يكن في ذلك الوقت مرعباً لمنتخبات القارة الآسيوية، لكنه اليوم يعدّ من كبار القارة، وباتت منتخبات الصين وأوستراليا وكوريا الجنوبية واليابان وإيران... وغيرها تكنّ له الكثير من الاحترام.

سيدخل نجوم لبنان الى المونديال السلّوي بأريحية كبيرة، حيث لا شيء لديهم ليخسروه، وبالتالي فإنّ الضغط سيكون على المنتخبات الأخرى التي تبحث عن التأهّل المبكّر الى الدور الثاني، وصدارة المجموعة. التحضيرات بدأت من يوم أمس، أي قبل 115 يوماً على موعد المونديال، والأكيد أن الأدوار الإقصائية لبطولة لبنان للعبة، ستعدّ محطة تحضيرية مهمة، إذ تضمّ أندية الدور نصف النهائي الذي ينطلق يوم الجمعة المقبل، أبرز لاعبي المنتخب. وبعد الدوري سيكون لزاماً على المنتخب أن يدخل في معسكر طويل، مع مباريات ودية على أعلى مستوى، من أجل ضمان مشاركة جيدة لوصيف القارة الأكبر في العالم بالمونديال السلوي.
وما هو مؤكد أن المباريات الثلاث في الدور الأول ستكون صعبة، وخاصة أن لاتفيا تأهّلت الى كأس العالم على رأس مجموعتها، بعد تحقيق 12 انتصاراً في 12 مباراة، بينها 4 انتصارات (ذهاباً وإياباً) على صربيا واليونان القويتين. الأمر ذاته بالنسبة إلى فرنسا التي تصدّرت مجموعتها مع 10 انتصارات وخسارتين. أما كندا فقد حققت 11 انتصاراً مقابل خسارة واحدة وتصدرت مجموعاتها في التصفيات الأميركية.
سيكون من المبكر جداً الحديث عن التشكيلة، وخاصة أن البطولة المحلية لا تزال قائمة، وخطر الإصابات موجود. لكن ما هو أكيد أن أفضل لاعب في آسيا وائل عرقجي، إضافة الى علي حيدر وكريم عز الدين، كما أمير سعود وسيرجيو الدرويش وعلي مزهر وكريم زينون وعلي منصور وهايك كيوغوجيان مع يوسف خياط والمجنّس الجديد أومري سبلمان... سيكونون على رأس قائمة المدرب جاد الحاج لبدء التحضيرات، من أجل تمثيل لبنان بأفضل صورة ممكنة في المونديال.