لم تُحدد بعد إذا كانت الإصابة ستؤثر في مشاركة فاران مع منتخب بلاده في كأس العالم، وفي حال تأكد غياب قائد الخط الخلفي، سوف تزيد معاناة فرنسا بعد غياب نغولو كانتي أيضاً، الذي خضع لعملية جراحية في أوتار الركبة.
أُصيب اللاعبان في وقتٍ تزدحم به الروزنامة الكروية بالمباريات قبيل بدء أول كأس عالم في الشتاء. خسارة كبيرة لمنتخب «الديكة» قد تقلل من حظوظه في الحفاظ على اللقب، وما هو أكيد، زيادة الانتقادات من مختلف الجهات حول توقيت المونديال.
اعترف ليونيل ميسي أنه أصبح «أكثر خوفاً» بعد رؤية ديبالا ودي ماريا يتعرضان للإصابة
تُعد إقامة كأس العالم في الصيف من الأعراف المتفق عليها بين الأوساط الكروية. أمرٌ تغيّر خلال النسخة المرتقبة، بعد أن قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم إطلاق مونديال 2022 في فصل الشتاء على خلفية الطقس الحار في قطر. أثار الموعد «الجديد» غضب وانتقاد القيّمين على البطولات الكروية المختلفة، حيث وجدت الاتحادات نفسها مجبرةً على إجراء تعديلات في جداولها لضمان عدم التعارض بين المسابقات. سوف يُقام المونديال القطري في منتصف الاستحقاقات المحلية للأندية، ما جعل هذه الأخيرة تسارع الزمن وتلعب مباراتين أو ثلاثاً في كل أسبوع.
بالإضافة إلى المسابقات المحلية، تظهر مباريات بطولات أوروبا أيضاً في الفترة التي تسبق كأس العالم. أمرٌ يزيد الوضع سوءاً ويحتّم مشاركة العديد من اللاعبين رفقة أنديتهم قبل أسبوع واحد من استحقاق قطر.
هكذا، خلق الجدول المزدحم قلقاً عند بعض اللاعبين نظراً إلى إمكانية تفويت كأس العالم بسبب الإصابة أو قلة اللياقة. اعترف قائد الأرجنتين ليونيل ميسي (35 عاماً) في هذا الصدد بأنه أصبح «أكثر خوفاً» بعد رؤية زملائه باولو ديبالا وأنخيل دي ماريا يتعرضان للإصابة خلال الأسابيع الأخيرة. وصرّح ميسي لـ«DirecTV Sports»: «هذه النسخة من كأس العالم مختلفة. يتم لعبها في وقتٍ مختلف من العام مقارنةً بالبطولات السابقة، ومن الوشيك أن أي شيء صغير يحدث لك يمكن أن يدفعك للخروج».
على صعيد المدربين، اعترف غراهام بوتر مدرب تشيلسي أن بعض اللاعبين ستكون لديهم مخاوف «لا شعورية» في عقولهم. وقال: «إذا كنا لا نعتقد أنهم بشر ولا نفكر في ذلك على مستوى ما، فأنا أعتقد أننا ساذجون بعض الشيء». وفي اتجاهٍ معاكس، حذّر مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا لاعبيه خلال مؤتمر صحافي من أنه إذا ركّز أي لاعب على حظوظه الدولية أكثر من المباريات المتبقية للنادي قبل كأس العالم، سيتم إقصاؤه من التشكيلة. وقال غوارديولا إنه سيُسقط من حساباته أي لاعب يشتبه في اعتماده مبدأ «الأمان» أثناء اللعب، مبرراً بقوله: «عندما تكون مركّزاً لن تتعرض للإصابة. عندما تشتت انتباهك ستتعرّض للإصابة، سوف تُصاب عندما لا تكون جاهزاً. من الأفضل اللعب بشكل طبيعي للحفاظ على لياقة اللاعبين لكأس العالم».
فاران هو أحدث اسم «كبير» أُصيب قبل كأس العالم. فيما يلي أبرز اللاعبين المُحتمل غيابهم عن مونديال قطر 2022 بداعي الإصابة.
ديبالا ودي ماريا يصارعان الزمن
بعد فترةٍ متخبطة رفقة يوفنتوس، حطّ الأرجنتيني باولو ديبالا رحاله في نادي روما ليستعيد شيئاً من بريقه تحت إشراف المدرب جوزيه مورينيو. سجّل ديبالا خمسة أهداف وصنع هدفين في ثماني مباريات ضمن الدوري الإيطالي، كما سجّل هدفين في ثلاث مباريات في الدوري الأوروبي. تعرض الأرجنتيني بعدها إلى إصابةٍ قوية أثناء تنفيذ ركلة جزاء أمام ليتشي، تقرر على إثرها إبعاده عن الملاعب لمدة 4-8 أسابيع. ومع ذلك، فإن مدرب المنتخب ليونيل سكالوني لم يستبعده بالكامل مشيراً إلى أن ديبالا يصارع الزمن للحاق بكأس العالم. مهاجم أرجنتيني آخر قد يغيب عن المونديال، هو أنخيل دي ماريا الذي أُصيب رفقة فريقه يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا. إصابة في عضلات الفخذ الخلفية جعلت مشاركة دي ماريا بكأس العالم مرهونة بمدى جاهزيته البدنية.
يُذكر خوض دي ماريا 125 مباراة مع منتخب الأرجنتين سجّل خلالها 25 هدفاً، ولعب دوراً رئيسياً في نهائي كوبا أميركا 2021 بتسجيله هدف الفوز أمام المنتخب البرازيلي.
صخرة الأوروغواي «مفتّتة»
تعرَّض مدافع برشلونة ومنتخب الأوروغواي رونالد أراخو لإصابة طويلة الأمد في مباراةٍ ودية أمام إيران. وبعد خضوعه للفحص الطبي تبين إصابته في الوتر العلوي للفخذ اليمنى، ما جعل مشاركته في كأس العالم صعبة. قال برشلونة في هذا الصدد: «خضع لاعب الفريق الأول رونالد أراخو لعملية جراحية ناجحة، وذلك لعلاج وتر العضلة الطويلة في الفخذ اليمنى»، كما أشار النادي الكتالوني إلى أن عودة المدافع للملاعب تعتمد على مدى سرعة تعافيه.
إصابات بالجملة في إنكلترا
هناك لاعب آخر من صفوف «البلوز» سوف يغيب عن بطولة كأس العالم، هو الظهير الإنكليزي ريس جايمس. أُصيب جايمس أثناء الفوز على ميلان ضمن بطولة دوري أبطال أوروبا. بقي اللاعب حينها في إجازةٍ رفقة زملائه لمدة يوم في المدينة الإيطالية، ثم تبيّن ضرورة غيابه عن الملاعب لمدة شهرين بعد الكشف عن آثار الإصابة. سوف يعاني مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت في مركز الظهير الأيمن، نظراً إلى احتمال غياب كايل وولكر بداعي الإصابة في الفخذ أيضاً. لا تنحصر الإصابات في المنتخب الإنكليزي بمركز الظهير الأيمن فحسب، بل إنها تطاول وسط الملعب. خضع لاعب مانشستر سيتي كالفين فيليبس إلى جراحةٍ في الكتف ويحوم الشك حول مشاركته في بطولة كأس العالم. يُعد فيليبس لاعباً مهماً ضمن تشكيلة ساوثغيت، ما يجعل غيابه المحتمل ضربةً موجعة لمنتخب «الأسود الثلاثة».
فرنسا بلا «رئتها الثالثة»
كان كانتي أحد أفضل لاعبي المنتخب الفرنسي خلال مشوار التتويج في بطولة كأس العالم 2018. لطالما تميز كانتي بلياقته العالية وقدرته الكبيرة على التحمل، ما جعل أي فريق يشارك معه يمتلك فرصة أكبر للفوز بأي مباراة. لن يلعب «صاحب الرئة الثالثة» في بطولة كأس عالم قطر، حيث تعرّض لإصابةٍ في عضلات الفخذ الخلفية إثر التعب وضغط المباريات. خضع كانتي لعملية جراحية سوف تبعده عن الملاعب لمدة أربعة أشهر، ما يجعل فرنسا تعاني من خسارة لاعب حيوي مهم في وسط الميدان.
«الطواحين» تدور بلا فينالدوم
من المرجّح أن يفتقد منتخب هولندا خدمات لاعب الوسط جورجينيو فينالدوم أثناء المونديال، بعد تعرضه لكسرٍ في الساق. جاءت الإصابة في الساق اليمنى للاعب خلال مشاركته في حصة تدريبية مع روما (انتقل إليه هذا العام على سبيل الإعارة من باريس سان جيرمان). وذكرت شبكة «سكاي سبورت إيطاليا»، أن التقارير الأولية أظهرت احتمال غياب فينالدوم عن الملاعب لمدة ثلاثة أشهر.
البرتغال مكسورة الأجنحة
سيغيب دييغو جوتا عن صفوف منتخب بلاده البرتغال في المونديال بعد الإصابة التي تعرض لها خلال مواجهة مانشستر سيتي في الجولة الحادية عشرة من الدوري الإنكليزي الممتاز. وأظهرت الفحوصات إصابة جوتا في ربلة الساق ليتأكد غيابه لأكثر من شهر. هكذا، سيواجه المدير الفني للمنتخب البرتغالي فرناندو سانتوس مشكلة جديدة يجب حلها في الجانب الهجومي، بعد خسارته في وقتٍ سابق أيضاً خدمات بيدرو نيتو بسبب الإصابة.