نزال رائع جمع، صباح اليوم، البطل البرازيلي تشارلز أوليفيرا، ومنافسه الأميركي داستن بوريي. النزال الذي جرى ضمن بطاقة «UFC 269» في مدينة لاس فيغاس الأميركية، انتظره الملايين من أجل معرفة من سيفوز باللقب، في ثاني نزال على زعامة فئة الوزن الخفيف من بعد اعتزال الروسي حبيب نورماغوميدوف.
أوليفيرا، وعلى الرغم من كونه بطل هذه الفئة، دخل النزال كالمرشح الأقل حظاً للفوز، وذلك لأسباب عدّة.

أولاً، النزال الذي ظفر فيه باللقب، كان أول نزال من أجل لقب فئة الوزن الخفيف من بعد اعتزال نورماغوميدوف. وكان هناك شعور لدى شريحة واسعة من جمهور «UFC»، بأن ذاك النزال قد دبّرته المنظمة على عَجَل، ولم يجمع بين المقاتلَين الأفضل في الفئة.

ثانياً: لم يحظَ أوليفيرا باحترام منافسيه والجمهور بشكل عام، كون انتصاراته الأخيرة أتت على حساب أسماء كبيرة، لكنها تشهد تراجعاً في مستواها، على غرار الأميركي كيفن لي (الذي أصبح خارج أسوار UFC)، والأميركي الآخر توني فيرغوسن، الذي يعيش انحداراً في مستواه في السنتين الأخيرتين. ثم أتت مواجهة الوافد الجديد من منظمة «بيلاتور»، الأميركي مايكل تشاندلر، والذي قبل قتاله من أجل اللقب لم يكن قد فاز في «UFC» سوى في نزال واحد.

على المقلب الآخر، دخل بوريي كمفضّل للفوز بالنزال، لأسباب عدة ومفهومة. فقبل نزال اليوم، كان قد تغلّب على الإيرلندي، كونور ماغربغور، مرتين وبشكل حاسم، ما رفع من أسهمه بشكل كبير لا سيّما بنظر المنظّمة والجمهور، الذي بات يعتبر أن بوريي هو البطل الحقيقي لفئة الوزن الخفيف وأوليفيرا هو بطل مؤقت وحسب.

ثانياً، ترشيحات المقاتلين لهذا النزال صبّت بمعظمها في مصلحة بوريي، وقلّة فقط أعطت أوليفيرا الأفضلية لحسم النزال. ولعلّ أهم من رشّح بوريي للفوز اليوم، هو حبيب نورماغوميدوف، الذي صرّح في أكثر من مناسبة أن بوريي هو الأفضل في الفئة، وهو من سيفوز باللقب بعد اعتزاله.

بالانتقال إلى النزال، بدأت الجولة الأولى بنسق سريع، حيث تبادل المقاتلان اللكمات والركلات. وفي وقت ركّز بوريي على استغلال مهاراته في الملاكمة، ونجح بإصابة خصمه بعدد لا بأس به منها، استطاع البرازيلي من إصابة بوريي بعدد من الركبات إلى منطقة وسط الجسم. لكن لكمات بوريي كانت أقوى من قدرة أوليفيرا على التحمّل، الذي وقع أرضاً قبل نهاية الجولة الأولى متأثراً بهذه اللكمات، ليتمكّن بعدها من النهوض وإكمال الجولة.

مع بداية، الجولة الثانية، فهم أوليفيرا، وهو المتخصص بفنّ الجوجيتسو، أنه لن يستطيع مواجهة بوريي وقوفاً على الأرجل، وأن عليه أخذ النزال إلى المكان الذي يرتاح فيه في القتال، أي إلى الأرض. وبالفعل، تمكن البرازيلي من إنزال الأميركي إلى الأرض، حيث فرض سيطرته المطلقة على مجريات الجولة، التي انتهت من دون أن يتمكن من إخضاع بوريي.

وفي الجولة الثالثة، عاود أوليفيرا الكرّة، إلا أنه وخلال محاولته إنزال بوريي، استغلّ فرصة انكشاف ظهر الأخير، فسارع بمكر وخفّة إلى التعلّق بظهر خصمه، قبل أن يلفّ ذراعيه ببراعة حول عنق بوريي ويخنقه، مجبراً الأخير على الاستسلام، ليعلن الحكم عن توقف النزال وانتصار أوليفيرا.

بعد هذا الانتصار، أمام المنافس الأقوى على الأرجح في الوقت الحالي على اللقب، فرض ابن الفافيلا البرازيلية هيبته التي كانت محلّ تشكيك، ولم يعد باستطاعة أحد أن يشكك بأحقيته في حمل لقب الفئة الأكثر تنافسية في «UFC».
وفيما يظهر أن الأميركي جاستن غيتشي سيكون المنافس القادم لأوليفيرا، سنشهد في المستقبل غير البعيد على الأرجح، النزال الرابع والأخير بين بوريي وماغريغور، الذي من شأنه أن يحسم الأمور بين الخصمين اللدودين.