يدخل منتخب لبنان لكرة القدم اليوم الى ملعب المدينة الرياضية لمواجهة ضيفه الكوري الشمالي عند الساعة 17.30 ضمن تصفيات كأس آسيا وعينه على نقاط المباراة كي تكون بطاقة سفره الى الإمارات عام 2019 حيث ستقام النهائيات.يعتبر المدير الفني لمنتخب لبنان المونتينيغري ميودراغ رادولوفيتش أن اليوم قد يكون تاريخياً في سجلات الكرة اللبنانية حين يتأهل لبنان الى النهائيات للمرة الأولى عبر التصفيات في حال فوزه على الكوري الشمالي.

صحيح أن الحسابات على الورق تطلب تعادلاً بين هونغ كونغ وضيفتها ماليزيا كي يتأكّد التأهل اللبناني في حال الفوز، وإلا فسيكون تأهل لبنان، نظرياً، مؤجلاً بانتظار نتائج المرحلتين الأخيرتين.
لكن فوز لبنان في المنطق الكروي يعني تأهله الى الإمارات لكون السيناريو الوحيد الذي يحرم لبنان حينها هو فوز هونغ كونغ وماليزيا في جميع مبارياتهما المقبلة، وهذا صعب جداً.
بناءً عليه، في كلام رادولوفيتش الكثير من الواقعية. فاليوم قد يكون تاريخياً، وهو ما يتطلب وجود «السلاح» الأول في «معركة» التأهل، أي الجمهور. أمر يعلمه تماماً المدرب رادولوفيتش وقائد منتخبه حسن معتوق، ولذلك وجّها رسالة أمس خلال المؤتمر الصحافي في فندق ريفييرا، فكان كلام رادولوفيتش معبِّراً حين قال: «يجب أن تتوحّد الألوان كلها خلف المنتخب. فليكن لون الجميع لون المنتخب. ولاعبوه يستحقون كل الدعم والتقدير والمؤازرة، لأنهم صورة الوطن».
معتوق، من جهته، طالب الجمهور اللبناني بالحضور بكثافة وتشجيع اللاعبين الذين هم بأمسّ الحاجة لهم لتحقيق الفوز الحلم والتأهل إلى الإمارات.
فنياً، يتفق رادولوفيتش ومدرب المنتخب الكوري يورن أندرسن، على صعوبة المباراة. وفيما يعوّل رادولوفيتش على حماسة لاعبيه وتصميمهم ومؤازرة الجمهور لهم، يؤكّد أندرسن أن عناصره استعدوا جيداً للقاء، وقد تخطوا الخيبة من جراء خطف لبنان التعادل في بيونغيانغ في اللحظة الأخيرة يوم 5 أيلول الماضي.
وقد وصف أندرسن المباراة بالمهمة جداً للطرفين، واعتبر أن فريقه يريد تسجيل فوزه الأول بعد تعادلين (أمام هونغ كونغ ولبنان)، لافتاً إلى أن تأجيل اللقاء مع ماليزيا ثلاث مرات «وضعنا تحت الضغط»، و«أثّر في باقي فرق المجموعة، فالوضع غير سهل البتة».
وكشف أندرسن أن الإصابات حالت دون حضور لاعبَين أساسيَّين هما بونغ وشول، كاشفاً أن منتخبه فوجئ بقوة نظيره اللبناني خارج أرضه، ولا سيما على صعيد تقنيات عدد من لاعبيه وأسلوب انتشاره وأدائه. وأضاف: «لم نتوقع مقارعتنا بهذه الطريقة، وكنا نتطلّع للفوز في أول مباراة على أرضنا منذ سنتين».
من جانبه، لفت رادولوفيتش إلى أن اللقاء قد يكون تاريخياً للجميع، فـ«نحن متصدرون بـ7 نقاط، وجاهزون على رغم غياب حسن سعد (سوني) ونادر مطر بداعي الإصابة، لكن التشكيلة وحدة متكاملة، ويعرف أفرادها أدوارهم ومؤهلون لها. ونضع نصب أعيننا التأهل للمرة الأولى من خلال التصفيات، ومواصلة مسيرة عدم الخسارة المستمرة منذ 18 شهراً. كذلك إن كسب النقاط الثلاث المؤهلة يحسّن موقعنا في تصنيف الاتحاد الدولي وخلال قرعة النهائيات». وأضاف: «أنا فخور بلاعبيّ الذين استبسلوا في بيونغيانغ. المنتخب الكوري الشمالي مترابط وقوي ويشكّل خطورة، خصوصاً في الكرات الثابتة والركنية، وهو جدير بالاحترام ومرشّح منذ البداية لينافسنا في المجموعة. علينا ألا ننسى أنه بلغ نهائيات كأس العالم مرتين وكأس آسيا 4 مرات».
ورداً على سؤال، ذكّر رادولوفيتش بأنه منذ انطلاق التصفيات يتعامل وجهازه الفني مع كل مباراة على حدة وفق ظروفها ومقتضياتها. وتابع: «الإعداد ورشة مستمرة، نعالج نقاط ضعف متنوعة، وأعتقد أنّ تمكننا من تسجيل أهداف في كل مباراة يعكس نجاحنا في تخطّي مشكلات بنيوية عدة، على أمل التخلّص منها لاحقاً».
من جانبه، زار رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر المنتخب في مقر إقامته والتقى أفراده، مثنياً على عطائهم ومقدِّراً جهودهم، ناقلاً تطلعات اللبنانيين والأسرة الرياضية عموماً وتمنياتهم بأن يتحقق حلم التأهّل، خصوصاً «أنكم جديرون بهذه المهمة، وقد أثبتم أنكم على قدر المسؤولية، ولن نتوانى عن الدعم وتوفير المستطاع لبلوغ الأفضل في ضوء الإمكانات المتاحة وتعاون الجميع»، متمنياً أن يكون اللقاء المقبل قريباً «لقاء التهنئة بالفوز والتأهل».
وكان قد سبق المؤتمرَين الصحافيَّين الاجتماع الإداري - الفني الذي ترأسه مراقب المباراة الأردني طلال السويلمين، وافتتحه مرحّباً الأمين العام لاتحاد كرة القدم جهاد الشحف، وحضره مراقب الحكام البحريني عبد الكريم جاسم محمود، إلى مسؤولين عن المنتخبين.
وسيرتدي منتخب لبنان الزي الأحمر كاملاً (حارس المرمى: الأخضر كاملاً)، ومنتخب كوريا الشمالية الزي الأبيض كاملاً (حارس المرمى: الرمادي كاملاً).
ويقود المباراة طاقم حكام ياباني مؤلّف من توجو مينيرو وناجي توشيوكي وتاكاجي تاكومي، والقيرغيزي ديمتري ماسهانتسيف.