للمرة الثانية في ظرف ثلاثة أشهر، حضر النجم الغني عن التعريف روبرتو كارلوس إلى لبنان. الرجل، رغم تركه كرة القدم لا يزال يتمتع بقدرة التحمّل نفسها، فهو قطع مسافة سفر طويل من يوكوهاما اليابانية حيث خاض فريقه السابق ريال مدريد الإسباني المباراة النهائية لمونديال الأندية، إلى دبي، ومنها إلى بيروت التي لم يقضِ فيها يوماً كاملاً، حازماً حقائبه مجدداً باتجاه ساو باولو البرازيلية.
قوة تحمّل روبرتو كارلوس التي كانت دائماً من نقاط قوته في مركز الظهير الأيسر الذي يُعدّ بين أفضل من شغله على مدار تاريخ كرة القدم، ترافقت دائماً مع عنادٍ رهيب لصدّ المهاجمين ومهاجمة المدافعين، وهو الأمر عينه الذي لا يزال يطبع شخصيته التي كانت نارية على أرض الملعب، ومحبّبة خارجه تماماً كما يشعر كل من يتحدث إليه أو يقترب منه.
في حديثه الذي خصّ به «الأخبار»، بدا روبرتو كارلوس وكأنه لم يلعب إلا لريال مدريد (1996-2007) طوال مسيرته التي بدأها في أوروبا مع إنتر ميلانو الإيطالي، حيث لعب موسماً واحداً فقط (1995-1996)، فهو على الرغم من أنه ترك الريال قبل 9 أعوام، وتنقّل بعدها بين فنربخشه التركي وكورينثيانس البرازيلي وانجي ماخاشكالا الروسي، حتى أنه لعب 4 مباريات مع دلهي ديناموس الهندي في الموسم الماضي، فإنه يبدأ كل حديث وينهيه عند النادي الملكي.
وفي هذا الإطار يقول روبرتو كارلوس: «ريال مدريد هو أفضل نادٍ في العالم، لا لأنني أعمل معه سفيراً وأجوب العالم مرافقاً للفريق، بل لأنه ثبت أن هذا النادي لا يعرف معنى الفشل ولا يحكي سوى لغة الألقاب». ويتابع: «أعطني موسماً واحداً فقط لم يكن فيه الريال فريقاً مخيفاً للكل في «الليغا» أو في دوري أبطال أوروبا. نعم، خرج مرات عدة من المنافسة، لكنه غالباً كان حاضراً فيها بقوة».
صاحب التسديدات المتفجّرة كان قد صارح بأن مشكلة إيقاف الريال عن إجراء التعاقدات ستُحلّ حتى قبل قرار المحكمة بهذا الشأن، ما يعكس انغماسه فعلاً في الأجواء الإدارية التي تحيط بالقرارات المصيرية، ولو أنه يحاول دائماً أن يصوّر نفسه سفيراً لنادي العاصمة الإسبانية لا أكثر.
يضحك روبرتو كارلوس عند سؤاله عمّا إذا ما فكّر يوماً في الانتقال إلى الغريم اللدود برشلونة. هو لا يجيب إذا ما كانت قد حصلت اتصالات بينه وبين النادي الكاتالوني، لكنه يُعَقّب بالقول: «كيف لي أن أفكر في أمر من هذا النوع وأنا أعشق ريال مدريد، فهذا النادي كان حبي الأول والأخير، لذا كان من المستحيل أن أفكر في نُقلة من هذا النوع، ولو أن نجوماً سابقين أقدموا على هذه الخطوة».
«تطرّفه» المدريدي يجعله لا يُناقش في أي شيء يرتبط بمقارنة أحد بناديه الحبيب أو بنجومه الحاليين والسابقين، فهو يشيد بالمدرب الحالي وزميله السابق زين الدين زيدان، ويعدّه الأفضل وصاحب بصمات مؤثرة في نجاح الفريق في الموسم الماضي وانسحاباً إلى الموسم الحالي، حيث قاده أخيراً إلى إضافة لقب عالمي جديد إلى خزائنه.
أما لدى سؤاله عن اسم اللاعب الأفضل في العالم، وهو السؤال الذي طُرح عليه أينما حلّ، فيجيب ببساطة: «هو موجود هناك في القميص الأبيض. هو هناك لدينا في ريال مدريد»، في إشارةٍ واضحة منه إلى نجم الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو.

يرفض النقاش في
أي شيء يرتبط بمقارنة أحد بريال مدريد أو بنجومه الحاليين والسابقين


يحمرّ وجه روبرتو كارلوس امتعاضاً عند تذكيره بكارثة كأس العالم 2014، وتحديداً تلك المباراة الشهيرة التي سقط فيها منتخب بلاده أمام ألمانيا 1-7، في الدور نصف النهائي، فيقول: «كان منتخبنا سيئاً عامذاك، لكن انظروا إليه اليوم، هو واحد من أفضل المنتخبات في العالم حالياً. يسير «السيليساو» بنحو تصاعدي وبتطورٍ سريع». أما السبب فيختصره: «كنا بحاجةٍ إلى تغيير المدرب»، من دون أن يتحدث عمّا إذا كان هناك خلاف بينه وبين قائد المنتخب السابق والمدرب المُقال كارلوس دونغا.
لا يزال روبرتو كارلوس يعيش حياةً ناشطة في ميادين الكرة، إذ يعدّ من المستشارين المهمين في استراتيجيات الفريق الملكي، وكذلك يعطي رأيه الفني في أماكن عدة، ولو أن هذه الأمور غير معلنة، لكن الدليل عليها مرافقته الريال في كل مبارياته في دوري الأبطال، مراقباً ومحللاً وكاشفاً على الإيجابيات والسلبيات.
لم يترك روبرتو كارلوس الملاعب الأوروبية، ولا يبدو أنه سيتركها في وقتٍ قريب، فهو لم ينهِ مهمته مع ريال مدريد أصلاً، ولو أنه توقف عن لعب دوره على أرض الملعب، فبرأيه المزيد من الألقاب بانتظار «الميرينغيز» الذي لا يمل من حمل الكؤوس والاحتفال بها.
أما مهمته المقبلة في بيروت، فينتظرها بشغف: «هذه المدينة أجبرتني على استغلال أي فرصة لزيارتها، إذ قبل قدومي للمرة الأولى إلى هنا، كنت أجهل ما ينتظرني، لكن اليوم باتت هذه المدينة من أكثر الوجهات التي أتطلع إليها دائماً».




حياته صاخبة مع أولاده العشرة ونسائه الخمس!

الحياة الصاخبة التي عرفها على المستطيل الأخضر تبدو أكثر صخباً خارجه في الوقت الحالي. فالحياة الشخصية لروبرتو كارلوس ليست عادية أبداً، فهو في حديثه مع «الأخبار» اعترف بأن الأمور ليست سهلة بالنسبة إليه مع كل هذه الانشغالات والرحلات: «لديّ 10 أولاد من 5 نساء، فتصوّر كيف تكون عليه الأمور يومياً». ويعقّب ممازحاً: «هل يمكنك أن تفعلها؟».
هو يعمل ليلاً ونهاراً، محاولاً تلبية حاجات عائلاته، التي من أجلها لم يتمكن من المكوث حتى ليلة واحدة في لبنان، «إذ لا يمكنني أن أتغيب عن عشاء الميلاد السنوي، وخصوصاً أنه لا يمكنني الخروج مع أولادي من المنزل عندما أزور البرازيل، أو في إسبانيا، بسبب حشرية الصحافيين والمصورين».
أما عن خليفته في الملاعب، فيقول: «ليس أحد الفتيان، بل ابنتي روبرتا».