مقولة شهيرة عرفها عالم كرة القدم تقول ان الدفاع هو أفضل وسيلة للهجوم. شجعها مدربون، وخالفها آخرون، لكن مع ذلك تبقى كرة القدم على مرّ التاريخ تقدّم المدافع «النموذج» الذي نجح في تعويض أهم مهاجمي العالم في الخط الأمامي. ولا شك في أن القسم الأكبر من هذه الخيارات يقع على عاتق المدرب الذي يجب عليه أن يعرف كيف يستفيد من قدرات مدافعه، ويوظف المدافعين من أجل الوصول الى شباك الخصم في لحظة تكون كل العيون شاخصة على المهاجم أو رأس الحربة.ولعل أبرز من يعدّ مثالاً لا نظير له حالياً هو مدافع ريال مدريد سيرجيو راموس الذي يقدم منذ الموسم الماضي أداءً رائعاً على الصعيد الدفاعي والهجومي معاً.
واللقب الذي التصق براموس في الفترات الأخيرة هو «راموس الـ90»، نسبةً الى كمّ الأهداف التي نجح في تسجيلها في هذه الدقيقة، ليقلب المباراة لصالح فريقه ريال مدريد.

راموس لم يحصر نفسه طبعاً في هذه الدقيقة وحدها، بل نجح في أن يكون البطل الذي يحلّ عقد الفريق في مباريات صعبة. ضد ملقة استطاع النادي الملكي إلحاق الهزيمة بخصمه 2-1. حاول البرتغالي كريستيانو رونالدو، وآخرون، تسجيل الأهداف، لكن حارس ملقة الكاميروني كارلوس كاميني تصدى للهجمات بكل براعة، إلى أن تمكن راموس من حلها وتسجيل هدف رائع ثم هدف آخر، ليحسم المباراة.
أمام ملقة أيضاً، في موسم 2005-2006، كانت المباراة قد شارفت على النهاية، والنتيجة تشير الى التعادل 1-1، الا أن راموس ظهر وسجل هدف الفوز لفريقه في الدقيقة 89. كان المنقذ وقتها، إلا أنه الآن بات صائد البطولات أيضاً. في نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 بين أتلتيكو وريال مدريد، كان «الروخيبلانكوس» وجمهوره يستعدان للاحتفال، بتقدّمهم 1-0، الا أن راموس ظهر في آخر ركنية في المباراة، وعادل النتيجة برأسيته في الدقيقة 93، لتكر سبحة الأهداف بعدها في الشوطين الإضافيين للريال. يتشابه هذا الهدف بأهميته مع أحد أشهر أهداف الدقيقة 90 للمدافع الفرنسي بازيل بولي في نهائي دوري الأبطال عام 1993، ليقود به مرسيليا للتتويج على حساب ميلان الايطالي، الى اللقب الأوروبي الكبير الوحيد للأندية الفرنسية.

وصل راموس الى
الهدف الرقم 69 في
مسيرته


كرر راموس فعلته في الكأس السوبر الأوروبية بين الريال وإشبيلية، وقد ظهر في الدقيقة 93 حين كان الفريق الأندلسي متقدّماً 2-1. سجل راموس التعادل، ثم فاز ريال في الوقت الإضافي عبر دانيال كارفخال. وأخيراً في «الكلاسيكو» ضد برشلونة، هدفٌ في الدقيقة 90 لراموس، يعادل النتيجة 1-1، ليبقي برشلونة وقتها بفارق ست نقاط خلف الملكي. تركيزه لا ينصب طبعاً على الدقيقة 90 وحدها، لكن كما عبّر هو، فإن الظروف هي التي تجعله حاسماً في هذه اللحظات وبطل الرواية.
يأتي هذا التصريح لنجم يتّسم بالتواضع، مع أنه بوقت قليل، إذا ما استمر بهذا النسق التصاعدي، فإنه سيكون من أهم المدافعين في العالم الذين يسجلون أهدافاً. ولا شك في أنه على هذا الصعيد خليفة القائد السابق للريال فرناندو هييرو الذي سجل 105 أهداف طوال مسيرته. الأخير امتاز بتسديد ركلات الجزاء والكرات الثابتة أيضاً، أما راموس فنادراً ما يفعل ذلك، لكنه وصل إلى 69 هدفاً في مسيرته حيث يقف خلف البرازيلي روبرتو كارلوس بفارق هدفين.
مسلسل المدافعين الهدافين لم يبدأ مع راموس ولن ينتهي معه طبعاً. ولعل من بين الأشهر «القيصر» الألماني فرانتس بكنباور الذي تفوّق على أهم المهاجمين، وتألق في قيادة بايرن الى الألقاب، كما تألق في خطي الدفاع والهجوم، وسجل 67 هدفاً محلياً في 556 مباراة مع الأندية التي لعب لها خلال الفترة من 1965 حتى 1983.
لكن المدافع الأول على صعيد تسجيل الأهداف هو الهولندي رونالد كومان الذي كان يتميز بتسديد الكرات الثابتة بـ193 هدفاً، يليه الأرجنتيني دانيال ألبرتو باساريلا بـ134، فالأرجنتيني إدغاردو باوزا، مدرب «التانغو الحالي، بـ108 اهداف، ثم هييرو، ومن بعده الفرنسي لوران بلان بـ95 هدفاً.